تم النسخ!
الأعلى للإعلام يوقف بسمة وهبة وياسمين الخطيب 3 أشهر.. ما القصة؟
في قرار أحدث ضجة في الأوساط الإعلامية المصرية، أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قرارا بمنع ظهور كل من الإعلامية بسمة وهبة، مقدمة برنامج "90 دقيقة" على قناة "المحور"، والإعلامية ياسمين الخطيب، مقدمة البرامج على قناة "الشمس"، لمدة ثلاثة أشهر كاملة. جاء القرار كالصاعقة على متابعيهما، ليفتح الباب واسعا أمام التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الإجراء الحاسم، ومدى تأثيره على المشهد الإعلامي الذي لا يخلو من الجدل. من واقع خبرتنا في متابعة الشأن الإعلامي، فإن مثل هذه القرارات لا تأتي من فراغ، بل تكون تتويجا لرصد ومتابعة لمحتوى قد يراه المجلس مخالفا للأكواد المهنية التي يسعى لترسيخها.
تحليل شخصي: نرى أن هذا القرار يعكس توجها جديدا وحازما من المجلس الأعلى للإعلام لفرض رقابة لا تقتصر فقط على ما يتم بثه عبر الشاشات، بل تمتد لتشمل المحتوى الذي ينشره الإعلاميون على حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي. إنها رسالة واضحة بأن الإعلامي شخصية عامة ومسؤول عن كل ما يصدر منه، سواء في الاستوديو أو على صفحته الشخصية، وأن الفضاء الرقمي لم يعد مساحة خارج نطاق المحاسبة المهنية.
![]() |
| قرار حاسم من الأعلى للإعلام بوقف اثنتين من أبرز الإعلاميات المثيرات للجدل |
تفاصيل القرار: مخالفات على مواقع التواصل الاجتماعي
أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، بيانه يوم الخميس، موضحا أن القرار جاء بناء على توصية من لجنة الشكاوى برئاسة الإعلامي عصام الأمير. وألزم القرار جميع الوسائل الإعلامية الخاضعة لأحكام القانون رقم 180 لسنة 2018، بمنع ظهور كل من بسمة وهبة وياسمين الخطيب لمدة 3 أشهر.
اللافت في بيان المجلس هو أن سبب العقوبة لم يكن محتوى قُدم عبر برامجهما التلفزيونية بشكل مباشر، بل بسبب "مخالفات عبر تدوينات نُشرت على حسابين في مواقع التواصل الاجتماعي يحملان اسميهما". وقد وجه المجلس إنذارا رسميا للحساب المسمى "بسمة وهبة" على إنستغرام، وآخر للحساب المسمى "ياسمين الخطيب" على فيسبوك، بشأن ما تضمنته بعض التدوينات من مخالفة للقانون.
| الإعلامية | مدة الإيقاف | السبب المعلن |
|---|---|---|
| بسمة وهبة | 3 أشهر | تدوينة مخالفة للقانون على حسابها في إنستغرام |
| ياسمين الخطيب | 3 أشهر | تدوينة مخالفة للقانون على حسابها في فيسبوك |
سياق الأزمة: قضايا جدلية وتاريخ من العقوبات
لم يحدد بيان المجلس طبيعة التدوينات المخالفة بشكل صريح، لكن بالعودة إلى نشاط الإعلاميتين الأخير، يمكن ربط القرار ببعض القضايا الجدلية التي تناولنها. ففي حالة ياسمين الخطيب، كانت قد أعلنت عن تسجيل حلقة مع الداعية عبد الله رشدي ونشرت صورا لهما، وتناولت قضيته بشكل مكثف عبر صفحتها، وهو ما أثار جدلا واسعا.
وهذا يشبه الحادثة التي وقعت في أكتوبر 2024، حين تم منع ياسمين الخطيب من الظهور وتغريم قناتها بسبب استضافتها لـ"بلوغر" انتشر لها مقطع فيديو فاضح. تكرار العقوبات يشير إلى أن هناك نمطا من المحتوى الذي تقدمه ياسمين الخطيب يعتبره المجلس تجاوزا للخطوط الحمراء، ويرى فيه سعيا وراء "الترند" على حساب المعايير المهنية.
أما بسمة وهبة، فمن غير الواضح تماما أي تدوينة كانت السبب المباشر، لكنها معروفة بأسلوبها الحاد وتناولها لقضايا شائكة. ورغم صدور القرار، أعلنت عبر صفحتها عن حلقة جديدة من برنامجها، مما يثير تساؤلات حول توقيت إبلاغها بالقرار وآلية تنفيذه.
ضوابط المشهد الإعلامي: رسالة حازمة من "الأعلى للإعلام"
يأتي هذا القرار في إطار سعي المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لـ"ضبط المشهد الإعلامي"، وهو ما أكد عليه في بيانات سابقة. ينص القانون 180 لسنة 2018 على ضرورة التزام المؤسسات الإعلامية بعدم تقديم محتوى يضر بالمصلحة العامة أو يسيء للمعتقدات الدينية، مع التشديد على البعد عن الإثارة والخوض في السمعة الشخصية.
يرى مراقبون أن القرار يمثل تطبيقا عمليا لهذه الضوابط، ويؤكد على أن:
- المسؤولية الممتدة: مسؤولية الإعلامي لا تقتصر على شاشة التلفزيون، بل تشمل حساباته الشخصية التي يتابعه عليها الآلاف أو الملايين.
- مكافحة "إعلام الترند": هناك توجه واضح لمواجهة المحتوى الذي يسعى لتحقيق مشاهدات عالية عبر الخوض في قضايا جدلية وحساسة دون مراعاة للضوابط المهنية والأخلاقية.
- حماية الجمهور: يضع المجلس نفسه في موقع حامي الجمهور من المحتوى الذي يراه ضارا أو سطحيا أو مخالفا لقيم المجتمع.
تحليل شخصي: من وجهة نظرنا، القضية تطرح إشكالية أعمق تتعلق بالحدود الفاصلة بين حرية التعبير الشخصية والمسؤولية المهنية للإعلامي. فهل يمكن مطالبة شخصية عامة بالالتزام بنفس المعايير المهنية على مدار 24 ساعة في جميع منصاتها؟ يبدو أن "الأعلى للإعلام" يجيب على هذا السؤال بـ"نعم"، وهو ما قد يفتح الباب لمزيد من الجدل والنقاش حول آليات تطبيق هذه الرقابة في العصر الرقمي.
تغطية هذا الحدث في منصات إخبارية كبرى مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة تعكس الأهمية التي يكتسبها تنظيم الفضاء الرقمي في السياسات الإعلامية الحديثة.
في الختام، قرار منع بسمة وهبة وياسمين الخطيب يمثل علامة فارقة في تعامل الجهات التنظيمية مع الإعلام الجديد. إنه يؤسس لمرحلة جديدة من المحاسبة تتجاوز الشاشة لتشمل الفضاء الرقمي بكل تفاصيله. وبينما يثير القرار جدلا حول حرية التعبير، فإنه يؤكد في الوقت ذاته على أن هذه الحرية تأتي مصحوبة بمسؤولية مهنية وأخلاقية، خاصة لمن يملكون القدرة على التأثير في الرأي العام.


















