تم النسخ!
محمد منصور والرهان الرابح: رحلة سهم فيسبوك من 18 إلى 500 دولار
في عالم المال والأعمال، هناك لحظات فارقة تفصل بين المستثمر العادي والمستثمر صاحب الرؤية الثاقبة. كشف رجل الأعمال المصري البارز، محمد منصور، عن واحدة من تلك اللحظات التي غيرت مسار محفظته الاستثمارية، حيث روى تفاصيل قراره الجريء بشراء أسهم في شركة "فيسبوك" (ميتا حاليا) عندما كان سعر السهم لا يتجاوز 18 دولارا فقط، وذلك قبل طرحها رسميا في البورصة. اليوم، ومع تجاوز سعر السهم حاجز الـ 500 دولار، يقف منصور شاهدا على قصة نجاح استثنائية بدأت بـ "إحساس" وانتهت بعوائد مالية ضخمة، واصفا هذا التوفيق بأنه "كرم من عند ربنا".
تحليل شخصي: نرى أن قصة محمد منصور تتجاوز مجرد كونها صفقة رابحة؛ إنها درس في "الاستثمار بالقيمة" والرؤية المستقبلية. ففي الوقت الذي كان فيه العالم متشككا حول قدرة منصات التواصل الاجتماعي على تحقيق الربح، رأى منصور ما لم يره الآخرون. الاعتماد على "الحدس المدروس" المدعوم بفهم لنموذج العمل، وليس مجرد الحظ، هو ما يميز كبار المستثمرين. هذا النوع من القصص يعيد التأكيد على أن المخاطرة المحسوبة في التوقيت المناسب هي مفتاح الثروات الكبرى.[1]
![]() |
| محمد منصور يكشف كواليس استثماره المبكر في عملاق التكنولوجيا ميتا |
القرار الجريء: الشراء قبل الاكتتاب العام
تعود القصة إلى ما قبل الطرح العام الأولي (IPO) لشركة فيسبوك، وهي الفترة التي تكون فيها الأسهم متاحة فقط لمستثمرين خواص ومؤسسات محددة. في ذلك الوقت، كان سعر السهم يقدر بـ 18 دولارا. وبحسب تصريحاته الأخيرة، أوضح محمد منصور أنه اعتمد على "إحساسه" بالفرصة، مدعوما بثقة كبيرة في نموذج أعمال الشركة الذي كان لا يزال في طور التشكيل.
لم يكن القرار سهلا، حيث كانت الأسواق تترقب بحذر كيفية تحويل "الإعجابات" و"المشاركات" إلى دولارات حقيقية. ومع ذلك، رأى منصور في فيسبوك ما هو أبعد من مجرد موقع للتواصل؛ رأى بنية تحتية رقمية ستربط العالم بأسره.[2]
| مقارنة السعر | التوقيت | الحالة |
|---|---|---|
| 18 دولارًا | قبل الطرح العام (Pre-IPO) | شراء محمد منصور |
| 38 دولارًا | مايو 2012 | سعر الاكتتاب العام |
| 500+ دولار | نوفمبر 2025 | السعر الحالي التقريبي |
رحلة الصعود: من الشك إلى الهيمنة
لم يكن طريق سهم فيسبوك مفروشا بالورود دائما. بعد الطرح العام، عانى السهم من تذبذب كبير، وشكك الكثير من المحللين في جدوى الاستثمار. لكن محمد منصور، بصفته مستثمرا طويل الأجل، احتفظ برؤيته. اليوم، تحولت فيسبوك إلى "ميتا"، الشركة الأم التي تمتلك إنستجرام وواتساب، وتقود ثورة الميتافيرس والذكاء الاصطناعي.
وهذا يشبه القصة الشهيرة لاستثمار "وارن بافت" في كوكاكولا، أو الاستثمارات المبكرة في أمازون. القاسم المشترك هو الصبر والقدرة على رؤية الصورة الكبيرة وسط ضجيج السوق اليومي. إن تحول الـ 18 دولارا إلى أكثر من 500 دولار يمثل عائدا استثماريا يتجاوز 2600%، وهو رقم فلكي في عالم الأسهم.[3]
أشار منصور في حديثه إلى أن النجاح في هذا الاستثمار كان توفيقا إلهيا، قائلا: "ده كرم من عند ربنا". هذه العبارة تعكس تواضعا كبيرا وتؤكد أن النجاح، مهما كان مخططا له، يظل بحاجة إلى توفيق في التوقيت والظروف.
دروس مستفادة من تجربة محمد منصور
تقدم تجربة محمد منصور مع سهم فيسبوك دروسا قيمة لكل مستثمر طموح:
- الثقة في الحدس: عندما يكون الحدس مبنيا على الخبرة، فإنه يصبح أداة قوية لاتخاذ القرار.
- الاستثمار طويل الأجل: الثروات الحقيقية لا تبنى في يوم وليلة، بل تحتاج إلى سنوات من الصبر والنمو المركب.
- تنويع المحفظة: رغم تركيزنا هنا على فيسبوك، إلا أن تاريخ عائلة منصور التجاري يشير إلى تنوع هائل من المعدات الثقيلة إلى السيارات والأسواق المالية.
- اقتناص الفرص المبكرة: الدخول في الاستثمار قبل أن يصبح "تيارا سائدا" (Mainstream) هو السر وراء العوائد الضخمة.
إن استثمار محمد منصور في فيسبوك ليس مجرد رقم في حسابه البنكي، بل هو شهادة على بعد نظره الاقتصادي وقدرته على قراءة المستقبل الرقمي قبل أن يتشكل بوضوح. وفي ظل التحولات الحالية نحو الذكاء الاصطناعي، يظل السؤال: ما هي "فيسبوك القادمة" التي قد يلمحها مستثمرون أمثال منصور اليوم؟[4]
في الختام، تظل قصة استثمار محمد منصور في سهم فيسبوك مثالا حيا على كيف يمكن للرؤية الثاقبة والجرأة في اتخاذ القرار أن تصنعا الفارق. من 18 دولارا للسهم إلى إمبراطورية تكنولوجية تحكم العالم الرقمي، أثبت منصور أن الرهان على المستقبل هو الرهان الرابح دائما. وبينما يواصل سهم ميتا صعوده، تظل كلمات منصور عن "كرم الله" والعمل الجاد تذكير بأن النجاح مزيج من التخطيط والتوفيق.


















