تم النسخ!
جريمة فيصل تهز الرأي العام: محكمة الاستئناف تتسلم القضية
في خطوة قضائية حاسمة، تسلمت محكمة الاستئناف بمحافظة الجيزة ملف القضية المروعة التي هزت الشارع المصري، والمعروفة إعلاميًا بـ "جريمة أطفال فيصل". يأتي هذا الإجراء بعد أن أحالت النيابة العامة أوراق القضية كاملة إلى محكمة الجنايات، تمهيدًا لتحديد موعد عاجل لأولى جلسات محاكمة المتهم الرئيسي وشريكه في هذه الجريمة البشعة التي أسفرت عن مقتل أم وثلاثة من أطفالها الأبرياء. وتتجه الأنظار الآن إلى قرار محكمة الاستئناف الذي سيحدد بداية فصول المحاكمة التي ينتظرها الرأي العام بفارغ الصبر لتحقيق العدالة الناجزة.
تحليل شخصي: نرى أن سرعة تحرك الأجهزة القضائية في هذه القضية، بدءًا من النيابة العامة وصولاً إلى محكمة الاستئناف، تعكس اهتمام الدولة بتحقيق الردع العام في الجرائم التي تمس أمن وسلامة المجتمع. إن بشاعة هذه الجريمة، التي استهدفت أماً وأطفالها العزل، تجعل منها قضية رأي عام بامتياز. والعدالة السريعة هنا ليست مجرد مطلب شعبي، بل هي ضرورة لترسيخ الثقة في سيادة القانون وقدرته على حماية الأرواح البريئة.[1]
![]() |
| محكمة الاستئناف بالجيزة تتسلم ملف "جريمة أطفال فيصل" لتحديد موعد المحاكمة |
تفاصيل الجريمة: عصير مسموم وخداع في المستشفى
كشفت جلسات التحقيق الأخيرة التي أجرتها النيابة العامة عن تفاصيل صادمة ومؤلمة حول كيفية ارتكاب المتهم لجريمته. فقد واجهت النيابة المتهم بالأدلة الدامغة التي جمعتها، والتي شملت تحريات المباحث الدقيقة وتقارير الطب الشرعي.
أوضحت التحقيقات أن المتهم، الذي يعمل في مجال الأدوية البيطرية، استغل خبرته للحصول على مادة سامة شديدة الفعالية. وفي يوم 21 من الشهر الجاري، قام بخلط هذه المادة السامة في كوب عصير وقدمه للأم المجني عليها.[2]
وهذا يشبه للأسف بعض جرائم القتل التي تعتمد على "الثقة والخداع"، حيث يستخدم الجاني علاقة سابقة بالضحية لتقديم مادة قاتلة على أنها طعام أو شراب، مما يجعل الجريمة أكثر بشاعة لأنها تنتهك أبسط قواعد الأمان الإنساني.
لم تتوقف جريمة المتهم عند هذا الحد، فبعد تدهور حالة الضحية، نقلها إلى المستشفى مدعياً أنها زوجته، وقام بتسجيل بياناته تحت اسم مستعار. وبعد أن تأكد من وفاتها، غادر المستشفى بهدوء دون إبلاغ أي شخص، في محاولة لإخفاء جريمته.
التخلص من الأطفال واعترافات بالانتقام
بعد مرور أيام على قتل الأم، قرر المتهم التخلص من الأطفال شهود الجريمة بنفس الطريقة الشيطانية. حيث قام بتقديم عصائر ممزوجة بنفس المادة السامة للأطفال الثلاثة.
كانت نتيجة جريمته الثانية مأساوية، حيث توفي أحد الأطفال في مجرى مائي بمنطقة الأهرام، بينما فارق الطفلان الآخران الحياة في المستشفى متأثرين بالتسمم الحاد.[3]
| الضحية | طريقة القتل | مكان الوفاة |
|---|---|---|
| الأم | عصير ممزوج بمادة سامة | المستشفى |
| الطفل الأول | عصير ممزوج بمادة سامة | مجرى مائي بمنطقة الأهرام |
| الطفلان الآخران | عصير ممزوج بمادة سامة | المستشفى |
أمام جهات التحقيق، انهار المتهم وأقر بارتكابه الجريمة بكامل تفاصيلها. وزعم أن الدافع وراء هذا الفعل الشنيع هو "الانتقام" بسبب خلافات نشبت بينه وبين الأم المجني عليها أثناء فترة إقامتها معه في الشقة التي يملكها.[4]
العدالة في الطريق
تواصل النيابة العامة استكمال تحقيقاتها وجمع كافة الأدلة الفنية والتقنية اللازمة لتقديم ملف قضية متكامل لا يقبل الشك إلى محكمة الجنايات. ومع تسلم محكمة الاستئناف لأوراق القضية، أصبح تحديد موعد المحاكمة وشيكاً.
تحليل شخصي: نرى أن هذه القضية تتجاوز كونها مجرد جريمة قتل، فهي تكشف عن مدى خطورة الخلافات الشخصية عندما تقترن بانعدام الإنسانية والقدرة على الوصول إلى مواد قاتلة. إنها دعوة لمراجعة ضوابط بيع المواد الخطرة، وتأكيد على أهمية الوعي المجتمعي لحل النزاعات بطرق سلمية بدلاً من اللجوء إلى العنف الذي يدمر أسراً بأكملها.
في الختام، يقف المجتمع المصري منتظراً كلمة القضاء في قضية "جريمة أطفال فيصل". وبينما تستعد محكمة الاستئناف لتحديد موعد الجلسات، تبقى تفاصيل هذه الجريمة البشعة شاهداً على نهاية مأساوية لأم وأطفالها، وتذكيراً بأن العدالة هي السبيل الوحيد لمواجهة مثل هذه الأعمال الوحشية.


















