تم النسخ!
عاجل: بنك أوف أمريكا يتوقع انفجار أسعار الذهب نحو هذا المستوى
في توقعات قد تعيد تشكيل استراتيجيات المستثمرين حول العالم، أطلق بنك أوف أمريكا، أحد أكبر المؤسسات المالية العالمية، تحليلا جريئا يشير إلى أن أسعار الذهب قد تشهد "انفجارا" هائلا، لتصل إلى مستوى 5000 دولار أمريكي للأونصة بحلول عام 2026. يأتي هذا التوقع الصادم في وقت يواصل فيه المعدن الأصفر تحطيم أرقامه القياسية التي سجلها في عام 2025، مدفوعا بمزيج من عوامل الاقتصاد الكلي والتوترات الجيوسياسية. هذا التحليل لا يمثل مجرد رقم، بل هو إشارة قوية إلى تحولات عميقة في توجهات الاستثمار العالمية. من واقع خبرتنا في متابعة أسواق المال، فإن مثل هذه التوقعات من مؤسسة بهذا الحجم لا تأتي من فراغ، بل تستند إلى نماذج تحليلية معقدة تأخذ في الاعتبار متغيرات متعددة، مما يمنحها وزنا كبيرا في الأسواق.
تحليل شخصي: نرى أن هذا التوقع الجريء يعكس حالة من عدم اليقين المتزايد في الاقتصاد العالمي. الذهب تاريخيا هو الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات. توقع وصوله إلى 5000 دولار ليس مجرد تحليل فني، بل هو قراءة متشائمة لمستقبل الاقتصاد العالمي، حيث يتوقع المحللون استمرار التضخم المرتفع، وتباطؤ النمو، وزيادة الديون الحكومية، مما يدفع المستثمرين للهروب من الأصول الخطرة والعملات الورقية نحو الأصل الوحيد الذي حافظ على قيمته عبر آلاف السنين.
![]() |
| رسم بياني يوضح المسار المتوقع لأسعار الذهب نحو مستويات تاريخية |
العوامل المحركة للسوق: لماذا الذهب؟
يرى بنك أوف أمريكا أن الارتفاع الحالي والمستقبلي للذهب ليس مجرد فقاعة مضاربة، بل هو مدعوم بأساسيات قوية. على الرغم من أن الذهب يبدو "مبالغا في شرائه" من الناحية الفنية على المدى القصير، إلا أن الصورة الكلية تظهر عكس ذلك.[7]
أبرز هذه العوامل الداعمة هي:
- نقص الاستثمار: يشير التقرير إلى أن الذهب لا يزال "قليلا من ناحية الاستثمار" في محافظ المستثمرين العالميين، مما يعني وجود مجال كبير لتدفق المزيد من رؤوس الأموال إلى السوق.
- محدودية الإمدادات: يعاني قطاع تعدين الذهب من نقص في الاكتشافات الجديدة، كما أن المخزونات العالمية آخذة في الانخفاض، مما يخلق ضغطا على جانب العرض.
- الطلب الجغرافي المتفاوت: بينما قد يكون الطلب ضعيفا في بعض المناطق، هناك طلب قوي ومستمر من البنوك المركزية في دول مثل الصين والهند، التي تسعى لتنويع احتياطياتها بعيدا عن الدولار الأمريكي.
- سياسات الاحتياطي الفيدرالي: أي توجه مستقبلي من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو تيسير السياسة النقدية أو خفض أسعار الفائدة سيكون محفزا قويا إضافيا لأسعار الذهب.
وهذا يشبه إلى حد كبير ما حدث في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008. في تلك الفترة، أدت سياسات التيسير الكمي التي اتبعتها البنوك المركزية إلى إغراق الأسواق بالسيولة، مما أثار مخاوف من تآكل قيمة العملات ودفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية آنذاك. يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة بحجم أكبر.
توقعات الأسعار والمخاطر المحتملة
يضع البنك توقعات محددة ومرحلية، مما يضفي مزيدا من الثقل على تحليله. فهو لا يتوقع فقط الوصول إلى الذروة، بل يرسم مسارا واضحا لهذا الصعود.[8]
| العام | متوسط السعر المتوقع للأونصة | السعر المستهدف (الذروة) |
|---|---|---|
| 2026 | 4538 دولار | 5000 دولار |
ومع ذلك، يعترف التقرير بوجود مخاطر قد تعرقل هذا المسار الصعودي، أهمها هو إمكانية قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتشديد سياسته النقدية بشكل أكبر من المتوقع لكبح التضخم، وهو ما قد يدعم الدولار ويضغط على أسعار الذهب.
ماذا عن المعادن الأخرى؟
لم تقتصر توقعات بنك أوف أمريكا على الذهب فقط، بل شملت نظرة واسعة على سوق المعادن، مما يعطي صورة متكاملة عن توجهات السلع العالمية.[9]
تحليل شخصي: نرى أن التباين في توقعات المعادن يعكس تحولا اقتصاديا أوسع. فبينما يشير ارتفاع الذهب إلى المخاوف المالية، فإن العجز المتوقع في النحاس والألومنيوم يشير إلى طلب صناعي قوي مدفوع بالتحول نحو الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية. هذا يعني أن العالم قد يكون مقبلا على فترة "تضخم ركودي" (Stagflation)، حيث يتباطأ النمو الاقتصادي لكن أسعار السلع الأساسية تستمر في الارتفاع.
أشارت بوابات إخبارية اقتصادية، مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، إلى أن هذه التوقعات بدأت تؤثر بالفعل على أسواق الأسهم، حيث قام البنك برفع تصنيفه لشركات تعدين كبرى مثل "باريك جولد" استعدادا لهذا الصعود.
- النحاس والألومنيوم: يتوقع البنك استمرار العجز في إمداداتهما، مما يدعم أسعارهما.
- الفضة والبلاتين والبلاديوم: التوقعات متباينة، حيث تعتمد هذه المعادن بشكل أكبر على الطلب الصناعي الذي قد يتأثر بأي تباطؤ اقتصادي.
في الختام، يقدم تقرير بنك أوف أمريكا رؤية مستقبلية لافتة لأسواق السلع، يتربع فيها الذهب على عرش الأصول الاستثمارية. إن توقع وصول أسعار الذهب إلى 5000 دولار ليس مجرد تكهن، بل هو نتيجة لتحليل عميق للتوجهات الاقتصادية والجيوسياسية التي تشكل عالمنا. وبينما تبقى المخاطر قائمة، فإن العوامل الأساسية تدعم بقوة استمرار المسار الصعودي للمعدن الأصفر. على المستثمرين الآن إعادة تقييم محافظهم في ضوء هذه التوقعات، حيث قد تكون السنوات القادمة هي العصر الذهبي الجديد للاستثمار في الذهب، مع ترقب مستمر لسياسات الاحتياطي الفيدرالي التي ستبقى العامل الحاسم في تحديد سرعة واتجاه أسعار الذهب.


















