تم النسخ!
جدل التوريث: علاء مبارك يدافع عن والدته سوزان ثابت برسالة قوية
في ظهور لافت، أشعل علاء مبارك، نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، منصة "إكس" (تويتر سابقا) بردود حادة ومنشورات مؤثرة، دافع فيها عن والدته السيدة سوزان مبارك، المعروفة أيضا بسوزان ثابت، في وجه ما وصفه بـ"حملة ممنهجة" من الانتقادات والشائعات التي طالتها مؤخرا، خاصة فيما يتعلق بمسألة "التوريث". كما نشر علاء فيديو نادرا لوالدته خلال تلقيها العلاج، طالبا من متابعيه الدعاء لها بالشفاء، مما أثار موجة واسعة من التعاطف والتفاعل. من واقع خبرتنا في تحليل الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن منشورات أبناء الشخصيات العامة، خاصة تلك التي تلامس قضايا جدلية سابقة، دائما ما تكتسب زخما كبيرا وتفتح نقاشات واسعة حول الماضي والحاضر.
تحليل شخصي: نرى أن تحركات علاء مبارك الأخيرة على منصة "إكس" تحمل دلالات متعددة. فهي ليست مجرد دفاع ابن عن والدته، بل هي محاولة لإعادة تشكيل السردية التاريخية المتعلقة بفترة حكم والده. باختياره مواجهة قضية "التوريث" بشكل مباشر، هو لا يدافع عن والدته فقط، بل يدافع عن إرث العائلة بأكملها. استخدام فيديو مؤثر لوالدته في المستشفى يضيف بعدا إنسانيا قويا لرسالته، محولا النقاش من السياسة إلى التعاطف العائلي، وهي استراتيجية ذكية لكسب ود قطاع من الجمهور.
![]() |
| علاء مبارك يستخدم منصة إكس للدفاع عن والدته وتاريخ عائلته |
"كفاية افتراء": ردود حادة على اتهامات التوريث
بدأت القصة عندما دخل علاء مبارك في سجال مع أحد المتابعين الذي اتهم والدته السيدة سوزان بأنها كانت المحرك الرئيسي لمشروع "توريث" الحكم لنجلها الأصغر جمال مبارك. لم يتردد علاء في الرد بقوة، نافيا هذه الاتهامات بشكل قاطع.
كتب علاء في تغريدة لاقت انتشارا واسعا: "كفاية بقى افتراء وكذب وتضليل وتشويه". وأضاف أن من يروجون لهذه الشائعات هم أنفسهم من كانوا يستفيدون من النظام، وأن والدته بريئة من هذه الاتهامات. هذا الرد المباشر أعاد فتح واحد من أكثر الملفات جدلية في تاريخ مصر الحديث.[1]
| الاتهام الموجه لسوزان مبارك | أبرز نقاط رد علاء مبارك |
|---|---|
| السعي لتوريث الحكم لنجلها جمال. | وصف الاتهام بـ "الافتراء والكذب والتضليل". |
| التأثير على قرارات الرئيس الأسبق. | التأكيد على أن مروجي الشائعات هم من "أهل الشر". |
| استغلال النفوذ. | الإشارة إلى أن هذه الحملات الممنهجة لن تتوقف. |
فيديو مؤثر ودعوات بالشفاء
لم يكتف علاء مبارك بالدفاع الكلامي، بل سعى إلى استثارة الجانب الإنساني لدى متابعيه. حيث نشر مقطع فيديو قصيرا وغير معتاد لوالدته، تظهر فيه وهي على فراش المرض، وبدا عليها آثار التعب.
وهذا يشبه ما فعله سابقا عندما كان يشارك صورا لوالده في أيامه الأخيرة، وهي استراتيجية تهدف إلى تحويل الشخصية العامة من رمز سياسي مثير للجدل إلى أب أو أم في لحظة ضعف إنسانية، مما يجعل من الصعب على الكثيرين الاستمرار في الهجوم، ويدفعهم بدلا من ذلك إلى التعاطف والدعاء.[2]
وأرفق علاء الفيديو بتعليق مؤثر قال فيه: "دعاء لأمي ولكل مريض... اللهم اشفها واشف مرضانا جميعا"، وهو ما أدى إلى تدفق آلاف التعليقات التي تمنت للسيدة سوزان الشفاء العاجل، وحول دفة النقاش من السياسة إلى الدعاء.[3]
لماذا يصر علاء مبارك على التفاعل الرقمي؟
منذ خروجه من السجن، أصبح علاء مبارك شخصية نشطة بشكل لافت على منصة "إكس"، حيث يعلق على مباريات كرة القدم، ويناقش قضايا اقتصادية، ويدخل في سجالات سياسية، ويدافع عن إرث والده.
يمكن تفسير هذا النشاط بعدة أسباب:
- الدفاع عن الأسرة: يرى أنها المنصة الوحيدة المتاحة أمامه للدفاع عن تاريخ عائلته وتصحيح ما يراها "معلومات مغلوطة".
- البقاء في دائرة الضوء: الحفاظ على وجود إعلامي وتفاعل مع الرأي العام، وعدم السماح بنسيان اسم "مبارك".
- جس نبض الشارع: استخدام المنصة كوسيلة لمعرفة آراء الناس وتوجهاتهم تجاه عائلته وفترة حكم والده.
رأي شخصي: نعتقد أن علاء مبارك يستخدم "إكس" بذكاء شديد كأداة "قوة ناعمة". هو يدرك أنه لا يستطيع العودة للمشهد السياسي الرسمي، ولكنه يستطيع التأثير في الرأي العام الرقمي. من خلال تفاعلاته، يخلق حالة من "النوستالجيا" أو الحنين لأيام مبارك لدى البعض، ويقدم نفسه كصوت معارض "غير رسمي" ينتقد الأوضاع الحالية، مما يضمن له متابعة واهتماما مستمرين.[4]
في الختام، يمثل دفاع علاء مبارك عن والدته فصلا جديدا في حكاية عائلة مبارك مع الرأي العام المصري. إنه يثبت أن بعض القضايا التاريخية لا تموت، بل تظل قابلة للاستدعاء والنقاش مع كل تغريدة أو منشور. وبينما يواصل علاء معركته الرقمية للدفاع عن والدته وإرث والده، يظل الجدل حول تقييم تلك الفترة من تاريخ مصر مفتوحا، تتجاذبه شهادات المؤيدين وانتقادات المعارضين. ويبقى دعاء الابن لأمه هو اللحظة الإنسانية الوحيدة التي يتفق عليها الجميع، بعيدا عن صخب السياسة وجدل التوريث.


















