تم النسخ!
ليلة درامية: تعادل بطعم الفوز لمصر أمام الكويت في افتتاح كأس العرب
![]() |
| مباراة مصر والكويت كانت مليئة بالأحداث الدرامية والقرارات الحاسمة |
قدمت بطولة كأس العرب 2025 في قطر افتتاحية مثيرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث حسم التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق مواجهة منتخب مصر للمحليين ونظيره الكويتي، في مباراة لم تخلُ من الدراما الكروية التي أبقت الجماهير على أعصابها حتى صافرة النهاية. وشهد اللقاء سيناريو متقلبا، تضمن ركلتي جزاء، واحدة مهدرة وأخرى منقذة، وحالة طرد لحارس مرمى الكويت، وأداء قتاليا من كلا الفريقين. ورغم أن النتيجة قد تبدو مخيبة لآمال الفراعنة الذين كانوا يطمحون لبداية قوية، إلا أن أحداث المباراة تؤكد أن البطولة ستكون مليئة بالندية والمفاجآت.
تحليل شخصي: نرى أن هذه المباراة هي خير مثال على أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء أو التاريخ فقط، بل بالتركيز والروح القتالية داخل الملعب. المنتخب الكويتي قدم أداء تكتيكيا منظما وأحرج المنتخب المصري في أوقات كثيرة. ومن جانب مصر، أظهرت المباراة أن الفريق يمتلك شخصية قوية وقدرة على العودة في النتيجة تحت الضغط، لكنه يحتاج إلى فعالية أكبر أمام المرمى لترجمة السيطرة إلى أهداف. هذا التعادل هو جرس إنذار مبكر ومفيد للفريق.
في السطور التالية، نستعرض ملخصا لأبرز المحطات الدرامية في مواجهة مصر والكويت، من ركلة السولية الضائعة إلى طرد الحارس الكويتي وهدف أفشة القاتل.
قصة ركلتي جزاء: من الإحباط إلى الإنقاذ
كانت نقطة الجزاء هي بطلة الرواية في هذه المباراة. في منتصف الشوط الثاني، وبينما كان المنتخب المصري يبحث عن هدف التقدم، حصل على ركلة جزاء صحيحة. تقدم لتسديدها قائد الفريق وأكثر لاعبيه خبرة، عمرو السولية، لكنه سدد الكرة بشكل مفاجئ خارج المرمى، ليهدر فرصة ثمينة كانت ستغير مسار المباراة بالكامل. هذا الإهدار زاد من الضغط على لاعبي مصر وأعطى دفعة معنوية كبيرة للاعبي الكويت.[11]
لكن القدر كان يخبئ سيناريو آخر. في الدقائق الأخيرة، ومع ضغط مصري متواصل، احتسب الحكم ركلة جزاء ثانية للفراعنة. هذه المرة، تقدم محمد مجدي أفشة، وبأعصاب من حديد، نجح في ترجمتها إلى هدف التعادل، ليتحول الإحباط الذي سيطر على المدرجات إلى فرحة هستيرية، ويعيد المباراة إلى نقطة البداية في وقت قاتل. هذه الثنائية الدرامية لركلتي الجزاء لخصت قصة المباراة بأكملها.
طرد حارس الكويت يقلب الموازين
لم تتوقف الإثارة عند هذا الحد، فقبل هدف التعادل بدقائق، شهدت المباراة حدثا مهما آخر تمثل في طرد حارس مرمى منتخب الكويت. ففي إحدى الهجمات المصرية السريعة، خرج الحارس من مرماه لعرقلة مهاجم مصري منفرد، فلم يتردد الحكم في إشهار البطاقة الحمراء المباشرة في وجهه.
وهذا يشبه لعبة الشطرنج، حيث يضحي أحد اللاعبين بقطعة مهمة (الوزير أو القلعة) لإنقاذ الملك من وضعية "كش مات". الحارس الكويتي ضحى بنفسه لمنع هدف محقق، وهذا القرار، رغم أنه كلف فريقه طردا، إلا أنه أبقى على تقدمهم في تلك اللحظة.
هذا الطرد أجبر المنتخب الكويتي على اللعب بعشرة لاعبين في أصعب أوقات المباراة، وزاد من الضغط على دفاعاته، وهو ما استغله المنتخب المصري في تكثيف هجماته التي أسفرت في النهاية عن ركلة الجزاء الثانية وهدف التعادل.[10]
| الحدث | التوقيت | التأثير |
|---|---|---|
| إهدار ركلة جزاء (السولية) | الشوط الثاني | إحباط للاعبي مصر ورفع معنويات الكويت. |
| طرد حارس الكويت | الدقائق الأخيرة | نقص عددي للكويت وزيادة الضغط الهجومي لمصر. |
| تسجيل ركلة جزاء (أفشة) | الوقت القاتل | تحقيق التعادل وإنقاذ مصر من الخسارة. |
أداء مصري قوي ولكن...
على مدار شوطي المباراة، كان المنتخب المصري هو الطرف الأكثر سيطرة واستحواذا على الكرة، وصنع العديد من الفرص، لكنه عانى من مشكلة واضحة في اللمسة الأخيرة وإنهاء الهجمات. هذه المشكلة، بالإضافة إلى إهدار ركلة الجزاء الأولى، كانت السبب الرئيسي في عدم تحقيق الفوز.
يحتاج الجهاز الفني للمنتخب المصري إلى العمل على زيادة الفعالية الهجومية في المباريات القادمة، واستغلال أنصاف الفرص، لأن البطولات المجمعة لا تحتمل إهدار النقاط السهلة. ورغم ذلك، فإن الأداء العام للفريق والروح القتالية التي ظهرت في الدقائق الأخيرة تبشر بالخير وتؤكد أن الفريق يمتلك الإمكانيات للمنافسة بقوة.
في الختام، انتهت موقعة مصر والكويت بتعادل عادل بالنظر إلى مجريات اللعب الدرامية. نقطة لكل فريق، ودروس مستفادة كثيرة للجهاز الفني واللاعبين. لقد كانت مباراة افتتاحية مثالية من حيث الإثارة والتشويق، وأعطت انطباعا قويا بأن كأس العرب 2025 ستكون بطولة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وأن كل المنتخبات جاءت من أجل المنافسة. والآن، يتطلع المنتخب المصري إلى تصحيح الأخطاء في المباراة القادمة لتحقيق أول انتصار له في البطولة.


















