القائمة الرئيسية

الصفحات

جديد
من موضوعاتنا المتنوعة

×

إقرأ الموضوع كاملاً من المصدر
فيديوهات من قلب الحدث

صرخة للسيسي: أنقذت الوطن من الإرهاب.. فلا تتركنا لجحيم الفقر

+حجم الخط-

تم النسخ!

صرخة مواطن للسيسي: أنقذت الوطن.. ففلا تترك أسرتى لجحيم الفقر والضياع؟

مواطن مصري يواجه أعباء غلاء الأسعار وقانون الإيجار الجديد
المواطن المصري يرزح تحت وطأة ضغوط اقتصادية متزايدة تهدد أبسط مقومات الحياة

في شهادة حية تجسد مأساة وطن، يقف المواطن المصري اليوم ممزقا بين ولائه المطلق لقيادته وخزي عجز المواطن عن إطعام أطفاله. "كلنا، وأنا أولهم، نؤيد تماما سياسات فخامة الرئيس المخلص عبد الفتاح السيسي"، هكذا تبدأ الرسالة وتنتهى وتستمر وستظل، بقلب يثمن ويقدر شجاعة قائد أخرج مصر من نفق الإرهاب المظلم. لكن هذا الولاء يختنق بصرخة أنين مكتوم: "المواطن المصري يئن يا ريس ويبكي جوعاً. بنتى فى الجامعة مش عارف ادفع مصاريف الجامعة وبنتى التانية مش عارف ادفعلها مصاريف المدرسة. والله مالاقى ادفع فلوس الكهربا". إنه انهيار كامل لكيان رب الأسرة، الذي بات يعيش في خوف يومي، "شايل هم اليوم اللى بعده ومنتظر انى اتحبس" بسبب عجزه عن دفع ما فرضته عليه حكومة فشلت فشلا ذريعا في إدارة أزمة الغلاء.

ياريس ماتسمحش ليهم كل يوم يطلعوا تصريحات نجاحات اقتصادية بخصوص تحسين حياة المواطن وسعادة وانبساط المواطن، تصريحات اعلامية مغلوطة، مش عاوزين نرجع لعهد البيانات والتصريحات المغلوطة التى يعرفها ويرفضها شعبك الواعى والتى لاتعبر اطلاقا عن حقيقة مايعيشه هذا المواطن على الأرض.

تحليل شخصي: هذه ليست مجرد شكوى، بل هي شهادة على انهيار العقد الاجتماعي من منظور المواطن المؤيد. فهذا المواطن لا يرى تناقضا؛ هو يرى رئيسا نجح في معركة "حماية الوطن"، ويرى حكومة فشلت بشكل كارثي في معركة "إطعام المواطن". هذه الصرخة الموجهة مباشرة للرئيس هي تعبير عن وصول اليأس إلى منتهاه، وهي أخطر أنواع الغضب، لأنه غضب من يشعر بالخذلان من المنظومة التي وثق بها، والتي تعمل تحت قيادة من يؤمن به.


هذا المقال ليس مجرد رصد للأرقام، بل هو تشريح لجرح غائر في جسد المجتمع المصري، يكشف كيف دفع الفشل الحكومي المواطن إلى حافة الهاوية.

جحيم الفقر اليومي: عجز عن التعليم.. والكهرباء.. والإطعام

لم يعد الفقر في مصر مجرد أرقام في تقارير، بل أصبح تفاصيل يومية مهينة تسحق كرامة الإنسان. لم يعد الأب قلقا على جودة التعليم، بل على أصل وجوده. صرخته "بنتى فى الجامعة مش عارف ادفع مصاريف الجامعة وبنتى التانية مش عارف ادفعلها مصاريف المدرسة" هي إعلان عن موت طبقة كانت تعتبر التعليم سلاح أبنائها الوحيد للمستقبل.

لقد تحولت أساسيات الحياة إلى كوابيس يومية:

  • الطعام: معادلة مستحيلة حيث تكلفة الغذاء تتجاوز ضعف الدخل، مما يعني أن الجوع أصبح واقعا يوميا.[1]
  • التعليم: أصبح ترفا، والأب يقف عاجزا عن تأمين مستقبل بناته، في مشهد يقتل الأمل.
  • الخدمات الأساسية: عبارة "والله مالاقى ادفع فلوس الكهربا" تكشف عن انهيار القدرة على توفير أبسط مقومات الحياة الحديثة.
  • السكن: مع قانون الإيجار الجديد الكارثي للمواطن الكادح، أصبح السقف الذي يأوي الأسرة مهددا، والمستقبل هو التشرد أو السجن.[4]

رفض حجة "الأزمة العالمية": فشل داخلي لا مبرر له

في مواجهة هذا الانهيار، يرفض المواطن المصري بشكل قاطع تبرير الفشل الحكومي بحجة "الأزمة العالمية". يقول بمرارة: "أوعى تقول دى ازمة العالم كله بيمر بيها - ده كلام مش صحيح". هذا الرفض نابع من وعي وإدراك بأن الأزمات تكشف معادن الحكومات.

وهذا يشبه قبطانين يواجهان نفس العاصفة؛ أحدهما بـ"حكمة وخبرة ودراية شديدة" يقود سفينته ومواطنيه إلى "بر الأمان"، والآخر يترك سفينته تترنح وتغرق بسبب سوء الإدارة والقرارات الخاطئة. المواطن يرى حوله نماذج لحكومات ناجحة أحبت بلادها بجد وإخلاص، ونجحت في حماية شعوبها، ويرى في المقابل العكس تماما.

الحكومات الناجحة (كما يراها المواطن) الفشل الحكومي في مصر (منظور المواطن)
تحب بلدها بجد ومخلصة. سياسات منفصلة عن معاناة الشعب.
تدير الأزمات بحكمة وخبرة. فشل ذريع في ضبط الأسواق وإدارة الاقتصاد.
تُخرج مواطنيها لبر الأمان. تُصدر تشريعات (مثل قانون الإيجار) تزيد من غرق المواطنين.

شبح السجن وقلق الغد: "كل يوم شايل هم اللي بعده"

لقد تحولت حياة المواطن المصري إلى كابوس مستمر من القلق. عبارة "كل يوم ببقى شايل هم اليوم اللى بعده" ليست مجرد تعبير، بل هي وصف دقيق لحياة سُلبت منها الطمأنينة.

الأخطر من ذلك هو شبح السجن الذي بات يلوح في الأفق. "منتظر انى اتحبس بسبب عدم دفع ما فرضته عليا الحكومة"، هذه الجملة تكشف أن المواطن لم يعد يرى الحكومة ككيان يحميه، بل ككيان يعاقبه على فقره الذي تسببت فيه سياساتها الفاشلة. الخوف من السجن بسبب العجز عن دفع الإيجار الجديد أو الفواتير المتراكمة هو الوجه الأبشع لهذا الانهيار، حيث يصبح المواطن ضحية ومجرما في آن واحد.

تحليل شخصي: عندما يصل المواطن إلى مرحلة انتظار السجن كأمر محتوم، فهذا يعني أن كل خطوط الدفاع النفسي والاجتماعي قد انهارت. إنه شعور بالهزيمة الكاملة أمام نظام اقتصادي لا يرحم، وحكومة تبدو غائبة عن السمع. هذه الصرخة الموجهة للرئيس السيسي هي محاولة أخيرة للتمسك بالأمل، أمل في أن القائد الذي أنقذ الدولة من عدو خارجي (الإرهاب)، سيلتفت لإنقاذ شعبه من عدو داخلي هو الفقر واليأس.

في الختام، فإن المشهد في مصر اليوم شديد التعقيد والإيلام. مواطن يقف في صف قيادته السياسية التي حمت الوطن، ولكنه يسقط تحت أقدام حكومة فشلت في حماية لقمة عيشه. إنها صرخة من الأعماق، صرخة بكاء من الجوع، صرخة أب عاجز، وصوت يئن "يا ريس". هي رسالة يجب أن تصل، فالدول التي تُبنى بالأمن والاستقرار، لا يمكن أن تعيش وتزدهر وشعبها جائع ومُهدد في مسكنه ومستقبل أبنائه.

المصادر

أسئلة متعلقة بالموضوع
أضف تعليقك هنا وشاركنا رأيك
أضف تقييم للمقال
0.0
تقييم
0 مقيم
التعليقات
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
د.محمد بدر الدين

رئيس التحرير | أسعى لتقديم محتوى مفيد وموثوق. هدفي دائمًا تقديم قيمة مضافة للمتابعين.

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

اكتب تعليقك هنا

0 زائر نشط الآن
صورة الخبر

أقسام فريق العمل

القادة المؤسسون

قدر يحيى قدر يحيى
د.محمد بدر الدين د.محمد بدر الدين

فريق الإعداد والتدقيق

اياد علىاياد على
مريم حسينمريم حسين
أحمد نبيلأحمد نبيل
سلمى شرفسلمى شرف

فريق التصميم والمحتوى

ساره محمدساره محمد
كريم ناجىكريم ناجى

فريق التحرير التنفيذي

جودى يحيىجودى يحيى
سما علىسما على
نرمين عطانرمين عطا
نهى كاملنهى كامل
رباب جابررباب جابر
علا جمالعلا جمال
داليا حازمداليا حازم
علا حسنعلا حسن

فريق الدعم والعلاقات العامة

خالد فهميخالد فهمي
ليليان مرادليليان مراد
أحمد سعيدأحمد سعيد
فاطمة علىفاطمة على

نافذتك على العالم برؤية عربية

تعرف على فريق العمل