تم النسخ!
دينا الشربيني تتربع على عرش التريند.. فما علاقة عبير صبري؟
![]() |
| تصريحات عبير صبري أثارت عاصفة من الجدل حول الاختيارات الفنية لدينا الشربيني |
في عالم الفن الذي لا تهدأ فيه العواصف، أشعلت الفنانة القديرة عبير صبري، المعروفة بصراحتها، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات أدلت بها مؤخرا في أحد البرامج الحوارية وتطرقت فيها إلى مسيرة النجمة دينا الشربيني. لم تكن التصريحات هجوما مباشرا بقدر ما كانت تحليلا فنيا حمل بين طياته رأيا جريئا، كان كفيلا بأن يضع اسم دينا الشربيني في صدارة قوائم "التريند" لساعات طويلة، وسط انقسام حاد في آراء الجمهور والنقاد. من واقع خبرتنا الطويلة في رصد وتغطية أخبار الفن، ندرك أن مثل هذه النقاشات، حين تأتي من فنانة بحجم عبير صبري، فإنها تتجاوز حدود الرأي الشخصي لتصبح قضية فنية عامة تستدعي التحليل.
تحليل شخصي: نرى أن سر هذا الجدل لا يكمن في التصريح بحد ذاته، بل في كونه لامس وترا حساسا لدى الجمهور والنقاد على حد سواء. القضية تتعلق بـ "صورة النجمة" وكيفية بنائها. عبير صبري، التي تمثل جيلا فنيا له معاييره الخاصة، قدمت رؤيتها حول التنوع الفني، بينما دينا الشربيني تمثل نموذجا للجيل الجديد الذي يراهن على الجرأة والتخصص في أنماط معينة من الأدوار. هذا الصدام بين رؤيتين فنيتين هو ما جعل النقاش ثريا ومستقطبا للآراء.
هذا المقال يغوص في أعماق القصة الكاملة، بدءا من تفكيك تصريحات عبير صبري، مرورا بتحليل أسباب تصدر دينا الشربيني للتريند، وصولا إلى ردود الفعل المتباينة التي حولت رأيا فنيا إلى قضية رأي عام.
شرارة الجدل: ماذا قالت عبير صبري بالضبط؟
خلال ظهورها في برنامج "مساء الفن"، وفي سياق حديثها عن تطور الأدوار النسائية في الدراما المصرية، سُئلت عبير صبري عن رأيها في الجيل الجديد من النجمات، وخص المذيع بالذكر الفنانة دينا الشربيني. جاء رد عبير صبري دبلوماسيا في بدايته، حيث أشادت بموهبة دينا وحضورها القوي على الشاشة، لكنها استطردت قائلة: "دينا فنانة موهوبة جدا، وتمتلك طاقة تمثيلية هائلة، لكني أشعر أحيانا أنها حصرت نفسها في نمط شخصية المرأة المتمردة أو التي تعاني من أزمات نفسية معقدة. أتمنى أن أراها قريبا في أدوار مختلفة تماما، كالأدوار الكلاسيكية أو التاريخية، لتبرز جوانب أخرى من موهبتها الكبيرة".[1]
هذا التصريح، الذي قد يبدو كنصيحة من فنانة خبيرة، تم تفسيره بطرق مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي. اعتبره البعض انتقادا مبطنا لاختيارات دينا الفنية، بينما رآه آخرون تقييما فنيا موضوعيا يهدف إلى الصالح العام.
| التفسير الأول (النقد) | التفسير الثاني (النصيحة) |
|---|---|
| اتهام لدينا الشربيني بالتكرار وعدم التنوع. | إشادة بموهبتها مع تمني رؤيتها في تحديات جديدة. |
| تقليل من نجاح أدوارها المركبة التي اشتهرت بها. | دعوة لاستثمار طاقتها التمثيلية في مساحات فنية غير مستكشفة. |
عاصفة السوشيال ميديا: الجمهور بين مؤيد ومعارض
لم تمضِ دقائق على بث الحلقة حتى اشتعلت منصات "إكس" و"فيسبوك" بالنقاش. انقسم المستخدمون إلى فريقين رئيسيين، وهو ما ساهم بشكل مباشر في تصدر اسم "دينا الشربيني" قوائم البحث والتريند.
وهذا يشبه تماما الانقسامات التي تحدث حول تقييم أداء اللاعبين الكبار في كرة القدم. حين يتحدث محلل عن أداء لاعب نجم، ينقسم الجمهور بين من يرى التحليل موضوعيا ومن يعتبره هجوما غير مبرر على نجمه المفضل. هذا الشغف بالنجوم هو ما يغذي مثل هذه العواصف الرقمية.[2]
الفريق المدافع عن دينا الشربيني:
- ركز هذا الفريق على أن دينا نجحت في خلق "بصمة خاصة" بها عبر هذه الأدوار المركبة، وأنها أصبحت الممثلة الأولى التي يلجأ إليها المخرجون لهذه النوعية من الشخصيات الصعبة.
- أشاروا إلى نجاح مسلسلاتها مثل "زي الشمس" و"لعبة النسيان"، معتبرين أن هذه الأدوار هي التي صنعت نجوميتها الحالية.
- اعتبروا أن الجرأة في اختيار هذه الأدوار هي ميزة وليست عيبا، وأنها تعكس موهبة حقيقية في تجسيد الانفعالات المعقدة.
الفريق المؤيد لرأي عبير صبري:
- اتفق هذا الفريق على أن التكرار قد يؤدي إلى "النمطية"، وأن الجمهور بالفعل تشوق لرؤية دينا في أدوار كوميدية أو رومانسية خفيفة، بعيدا عن الأجواء المشحونة بالتوتر.
- استشهدوا بتجارب ممثلات عالميات نجحن في كسر "النوع" (Typecast) الذي اشتهرن به، مما أضاف إلى مسيرتهن الفنية.
- رأوا أن كلام عبير صبري نابع من خبرة طويلة وحرص على موهبة شابة.
صمت دينا الشربيني.. وردود فعل الوسط الفني
وسط كل هذا الصخب، التزمت الفنانة دينا الشربيني الصمت التام، ولم تعلق بشكل مباشر على تصريحات عبير صبري، وهو ما فسره الكثيرون بأنه رد فعل ذكي وناضج. اختارت دينا أن تترك أعمالها ونجاحاتها ترد بالنيابة عنها، وربما نشرت بعض الصور من كواليس أحدث أعمالها، في رسالة غير مباشرة بأنها مستمرة في طريقها الذي اختارته.
من ناحية أخرى، دخل بعض النقاد والمخرجين على خط الأزمة. فأشاد المخرج تامر محسن، في تدوينة له، بقدرة دينا الشربيني على التلون، بينما صرح الناقد الفني طارق الشناوي بأن "رأي عبير صبري يحترم، لكنه لا يقلل من كون دينا الشربيني واحدة من أهم ممثلات جيلها".[3]
في النهاية، يمكن القول إن ما حدث لم يكن أزمة بقدر ما كان نقاشا فنيا صحيا أثبت عدة أمور: أولا، أن الفنانة عبير صبري لا تزال رقما مهما في المعادلة الفنية، ورأيها له وزنه وتأثيره. ثانيا، أن دينا الشربيني أصبحت نجمة جماهيرية من الطراز الأول، وأي حديث عنها قادر على إشعال السوشيال ميديا. والأهم من ذلك، أن الجمهور المصري لا يزال شغوفا بالفن والتمثيل، ومستعد للدخول في نقاشات جادة حول قضاياه. لقد انتهى "التريند"، لكن النقاش حول التنوع الفني والنمطية سيبقى مفتوحا، وهذا في حد ذاته مكسب كبير للدراما المصرية.


















