القائمة الرئيسية

الصفحات

جديد
من موضوعاتنا المتنوعة

×

إقرأ الموضوع كاملاً من المصدر
فيديوهات من قلب الحدث

ارتجاج المخ في الرياضة: العدو الخفي الذي يهدد اللاعبين

+حجم الخط-

تم النسخ!

ارتجاج المخ الرياضي: الدليل الكامل للتعرف على العدو الخفي في الملاعب

يعد ارتجاج المخ (Concussion) أحد أكثر الإصابات الرياضية تعقيدا وخطورة، وغالبا ما يوصف بـ "الإصابة الخفية". على عكس كسر العظام أو تمزق العضلات، لا يمكن رؤية ارتجاج المخ في الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي القياسي. إنها إصابة وظيفية للدماغ، وليست هيكلية، تحدث عندما تؤدي قوة مفاجئة - سواء من ضربة مباشرة على الرأس أو صدمة للجسد - إلى تحرك الدماغ بسرعة ذهابا وإيابا داخل الجمجمة. هذه الحركة العنيفة يمكن أن تتسبب في تمدد وتلف خلايا الدماغ، وتؤدي إلى سلسلة من التغيرات الكيميائية التي تعطل وظيفته الطبيعية. من واقع خبرتي، فإن أكبر خطر في التعامل مع ارتجاج المخ هو قلة الوعي والتهاون مع أعراضه الأولية.

تحليل شخصي: نرى أن الثقافة الرياضية القديمة التي كانت تمجد اللاعب الذي "يتحمل الضربة ويكمل اللعب" قد تغيرت جذريا، ولحسن الحظ. لقد تعلمنا بالطريقة الصعبة، من خلال قصص مأساوية لرياضيين محترفين، أن تجاهل ارتجاج المخ يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة طويلة الأمد، بما في ذلك الاكتئاب، ومشاكل الذاكرة، وربما الاعتلال الدماغي الرضخي المزمن (CTE). الشعار الجديد الذي يجب أن يتبناه كل مدرب ولاعب وأسرة هو: "عند الشك، أخرجه من الملعب" (When in doubt, sit them out).

⚠️ إخلاء مسؤولية طبية: هذا المحتوى ذو طبيعة توعوية ولا يشكل استشارة طبية احترافية ولا يغني بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المهنية. يشدد بشكل قاطع على ضرورة استشارة الطبيب المعتمد قبل أي إجراء علاجي، لضمان التقييم الدقيق والمناسب لحالتك الفردية وسلامتك.

فحص طبي للاعب يشتبه في إصابته بارتجاج في المخ
التشخيص السريع وإبعاد اللاعب عن الملعب هما أهم خطوات التعامل مع ارتجاج المخ

في هذا المقال، سنوضح ماهية ارتجاج المخ، الأعراض المتنوعة التي يجب البحث عنها، كيفية التشخيص، وأهمية بروتوكول العودة التدريجية للعب.

الأعراض: قائمة واسعة من العلامات الجسدية والمعرفية والعاطفية

أحد الجوانب المخادعة في ارتجاج المخ هو أن أعراضه يمكن أن تظهر على الفور، أو قد تتأخر لساعات أو حتى أيام بعد الإصابة. من المهم ملاحظة أن فقدان الوعي يحدث في أقل من 10% من الحالات، لذا فإن عدم فقدان الوعي لا يعني عدم وجود ارتجاج.[1]

وهذا يشبه تأثير هزة أرضية على مبنى. قد لا ينهار المبنى (فقدان الوعي)، ولكن يمكن أن تحدث شروخ دقيقة في أساساته (تلف خلايا الدماغ)، وتظهر آثارها لاحقا في شكل مشاكل هيكلية (أعراض معرفية وعاطفية).

نوع الأعراض أمثلة
جسدية صداع، غثيان أو قيء، دوخة، مشاكل في التوازن، حساسية للضوء أو الضوضاء، شعور بالخمول.
معرفية (عقلية) شعور بالضبابية أو الارتباك، صعوبة في التركيز أو تذكر الأحداث، بطء في الرد على الأسئلة.
عاطفية تقلب المزاج، حزن، عصبية، أو قلق غير مبرر.
اضطرابات النوم النوم أكثر أو أقل من المعتاد، صعوبة في الخلود إلى النوم.

التشخيص وبروتوكول العودة التدريجية للعب

لا يوجد اختبار واحد يمكنه تشخيص ارتجاج المخ. يعتمد التشخيص على تقييم شامل للأعراض، والفحص البدني والعصبي، واختبارات التوازن والوظائف المعرفية. قد يستخدم الأطباء أدوات تقييم موحدة مثل اختبار (SCAT5).[2]

أهم جزء في الإدارة هو "الراحة". وهذا لا يعني فقط الراحة الجسدية، بل "الراحة المعرفية" أيضا، أي تقليل الأنشطة التي تتطلب تركيزا ذهنيا كبيرا مثل استخدام الأجهزة الإلكترونية، ومشاهدة التلفزيون، والقراءة المكثفة.

بعد زوال الأعراض تماما أثناء الراحة، لا يمكن للاعب العودة مباشرة إلى المنافسة. يجب أن يتبع بروتوكول العودة التدريجية للعب، والذي يتكون عادة من 5-6 مراحل:[3]

  1. المرحلة 1: الراحة التامة حتى تختفي الأعراض.
  2. المرحلة 2: نشاط هوائي خفيف (مثل المشي أو ركوب الدراجات الثابتة).
  3. المرحلة 3: تمارين رياضية محددة (مثل الجري الخفيف).
  4. المرحلة 4: تدريبات بدون احتكاك جسدي.
  5. المرحلة 5: العودة الكاملة للتدريبات مع احتكاك جسدي (بعد الحصول على موافقة طبية).
  6. المرحلة 6: العودة للمنافسة.

يجب أن تفصل 24 ساعة على الأقل بين كل مرحلة، وإذا عادت الأعراض في أي مرحلة، يجب على اللاعب العودة إلى المرحلة السابقة والراحة لمدة 24 ساعة أخرى.[4]

المخاطر طويلة الأمد والوقاية

الخطر الأكبر هو "متلازمة التأثير الثاني"، وهي حالة نادرة ولكنها قاتلة يمكن أن تحدث إذا تعرض الدماغ لضربة ثانية قبل أن يشفى تماما من الارتجاج الأول، مما يؤدي إلى تورم سريع ومميت في الدماغ.

ونرى أن الوقاية هي مسؤولية مشتركة. تبدأ من اللاعبين أنفسهم من خلال الإبلاغ عن الأعراض بصدق، والمدربين من خلال تعليم التقنيات الصحيحة وتقليل التدريبات التي تنطوي على احتكاك بالرأس، والمصنعين من خلال تطوير معدات حماية أفضل، والمنظمات الرياضية من خلال وضع وإنفاذ قواعد صارمة لحماية اللاعبين، كما نرى في التغطيات الإعلامية المعمقة لهذه القضية من قبل منصات مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة.[5]

في حين أن الخوذات لا تمنع ارتجاج المخ (لأنها لا تمنع حركة الدماغ داخل الجمجمة)، إلا أنها ضرورية للوقاية من كسور الجمجمة.

في الختام، لم يعد ارتجاج المخ إصابة يمكن الاستخفاف بها. إنه إصابة دماغية خطيرة تتطلب التعرف الفوري والراحة الكافية والإدارة الدقيقة. إن الوعي بالأعراض المتنوعة والالتزام الصارم ببروتوكولات العودة الآمنة للعب ليسا مجرد إجراءات احترازية، بل هما خط الدفاع الأساسي لحماية صحة الدماغ على المدى الطويل. يجب أن تكون سلامة اللاعبين هي الأولوية القصوى، حتى لو كان ذلك يعني تفويت مباراة أو اثنتين، فالعقل السليم أغلى من أي بطولة.

المصادر

أسئلة متعلقة بالموضوع
أضف تعليقك هنا وشاركنا رأيك
أضف تقييم للمقال
0.0
تقييم
0 مقيم
التعليقات
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
د.محمد بدر الدين

رئيس التحرير | أسعى لتقديم محتوى مفيد وموثوق. هدفي دائمًا تقديم قيمة مضافة للمتابعين.

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

اكتب تعليقك هنا

0 زائر نشط الآن
صورة الخبر

أقسام فريق العمل

القادة المؤسسون

قدر يحيى قدر يحيى
د.محمد بدر الدين د.محمد بدر الدين

فريق الإعداد والتدقيق

اياد علىاياد على
مريم حسينمريم حسين
أحمد نبيلأحمد نبيل
سلمى شرفسلمى شرف

فريق التصميم والمحتوى

ساره محمدساره محمد
كريم ناجىكريم ناجى

فريق التحرير التنفيذي

جودى يحيىجودى يحيى
سما علىسما على
نرمين عطانرمين عطا
نهى كاملنهى كامل
رباب جابررباب جابر
علا جمالعلا جمال
داليا حازمداليا حازم
علا حسنعلا حسن

فريق الدعم والعلاقات العامة

خالد فهميخالد فهمي
ليليان مرادليليان مراد
أحمد سعيدأحمد سعيد
فاطمة علىفاطمة على

نافذتك على العالم برؤية عربية

تعرف على فريق العمل