تم النسخ!
«بارون المخدرات».. الجيش اللبناني يعلن اعتقال نوح زعيتر
في عملية أمنية نوعية وُصفت بالضربة القاصمة لشبكات الجريمة المنظمة، تمكن الجيش اللبناني من توقيف نوح زعيتر، الرجل الذي يُعتبر أبرز وأخطر المطلوبين للدولة اللبنانية في قضايا تجارة وتهريب المخدرات. عملية الاعتقال التي تمت في شرق البلاد، طوت صفحة طويلة من تحدي زعيتر الصريح لسلطة الدولة، حيث ظل لسنوات طويلة رمزا للخروج عن القانون، وشخصية مثيرة للجدل تظهر في مقاطع مصورة وهي تستعرض قوتها العسكرية وأنشطتها غير المشروعة. من واقع متابعتنا للأوضاع الأمنية في لبنان، فإن هذه العملية لا تمثل مجرد اعتقال لمجرم خطير، بل هي رسالة قوية بأن سيادة الدولة وهيبتها فوق كل اعتبار، وأن لا أحد بمنأى عن طائلة القانون.
تحليل شخصي: نرى أن توقيت وأسلوب تنفيذ العملية يحملان دلالات عميقة. فالقبض على شخص بحجم نوح زعيتر، الذي بنى حول نفسه هالة من القوة والنفوذ، دون إطلاق رصاصة واحدة، يظهر تخطيطا استخباراتيا وعملياتيا عالي المستوى. هذا النجاح يعزز من ثقة المواطنين في مؤسستهم العسكرية، ويؤكد قدرة الجيش على فرض الأمن في أكثر المناطق تعقيدا وصعوبة، مثل منطقة البقاع، حتى في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.
![]() |
| عملية نوعية للجيش اللبناني تضع حدا لسنوات من هروب نوح زعيتر |
تفاصيل عملية الاعتقال النوعية
وفقًا لمصدر عسكري رفيع، أوقف الجيش اللبناني يوم الخميس تاجر المخدرات البارز نوح زعيتر، خلال عملية دقيقة ومحكمة نفذتها قوة خاصة في شرق البلاد، وهي المنطقة التي تعتبر معقله الرئيسي. [1]
العملية، التي تمت دون مقاومة تذكر أو إطلاق نار، جاءت بعد رصد ومتابعة استخباراتية دقيقة لتحركات زعيتر، مما مكن القوة المداهمة من مفاجأته وإلقاء القبض عليه. ويشير نجاح العملية بهذا الشكل الهادئ إلى حجم الاختراق الأمني الذي حققه الجيش في الدائرة المحيطة بزعيتر، الذي كان يعتمد على شبكة واسعة من الحماية والموالين.
| الحدث | التفاصيل |
|---|---|
| المطلوب | نوح زعيتر، الملقب بـ "بارون المخدرات" |
| الجهة المنفذة | قوة خاصة من الجيش اللبناني |
| المكان | شرق لبنان (منطقة البقاع) |
| طبيعة العملية | مداهمة سريعة ومباغتة بناءً على معلومات استخباراتية |
من هو نوح زعيتر؟ سجل حافل بالإجرام
لم يكن نوح زعيتر مجرد تاجر مخدرات عادي، بل كان ظاهرة فريدة. فهو مطلوب للقضاء اللبناني بموجب آلاف مذكرات التوقيف، وتتنوع التهم الموجهة إليه لتشمل كافة أنواع الجرائم الخطيرة.
وهذا يشبه شخصيات أباطرة المخدرات في أمريكا اللاتينية مثل "بابلو إسكوبار"، الذين لم يكتفوا بالعمل في الخفاء، بل سعوا إلى خلق صورة عامة لأنفسهم كقادة محليين يتمتعون بنفوذ يتحدى سلطة الدولة، مستخدمين الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لترسيخ هذه الصورة.
أبرز ما في سجله الإجرامي:
- آلاف القضايا: يواجه نوح زعيتر ما يقارب 2500 قضية مرفوعة ضده أمام القضاء اللبناني.
- حكم بالإعدام: صدر بحقه حكم غيابي بالإعدام في إحدى القضايا المتعلقة بالمخدرات. [2]
- جرائم متنوعة: تشمل التهم زراعة وتجارة وتهريب المخدرات، تأليف عصابات مسلحة، إطلاق النار على دوريات أمنية، سرقة سيارات، وغيرها.
- تحدي الدولة: اشتهر بظهوره المتكرر في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، محاطا بالمسلحين، وأحيانا بجانب حقول الحشيش، في استعراض واضح للقوة وتحدٍ لهيبة الدولة.
أهمية اعتقاله على الصعيد الوطني والإقليمي
يمثل اعتقال نوح زعيتر أهمية كبرى تتجاوز حدود لبنان. فعلى الصعيد الوطني، هو تأكيد على أن لا أحد فوق القانون، ويعطي دفعة معنوية كبيرة للأجهزة الأمنية والقضائية. كما أنه يساهم في تجفيف منابع الجريمة في منطقة البقاع التي عانت طويلا من سطوة الخارجين عن القانون.
تحليل شخصي: على الصعيد الإقليمي، تأتي هذه العملية في وقت يواجه فيه لبنان ضغوطا كبيرة من دول الجوار، خاصة الدول العربية، لمكافحة تهريب المخدرات، وتحديدا حبوب الكبتاجون. اعتقال شخصية بهذا الوزن هو رسالة عملية وجادة من الدولة اللبنانية بأنها تتخذ إجراءات ملموسة على الأرض لمعالجة هذا الملف الشائك، مما قد يساهم في تحسين علاقاتها الخارجية.
وقد سلطت العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، ومنها منصات إخبارية شاملة مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، الضوء على هذا الحدث، نظرا لأهميته في الحرب الإقليمية على المخدرات. [4]
في الختام، يمثل سقوط نوح زعيتر في قبضة الجيش اللبناني نقطة تحول في مسيرة مكافحة الجريمة المنظمة في لبنان. إنه نهاية لأسطورة "الرجل الذي لا يُمس"، وبداية لمرحلة جديدة قد تشهد المزيد من العمليات الأمنية لفرض سلطة القانون في كافة المناطق اللبنانية. الآن، تنتظر الأوساط اللبنانية والعربية أن يمثل زعيتر أمام القضاء لينال جزاءه العادل على ما ارتكبه من جرائم، ولتُكشف أسرار شبكته الواسعة وعلاقاتها الممتدة، في قضية ستكون بلا شك واحدة من أهم المحاكمات في تاريخ لبنان الحديث.


















