تم النسخ!
جهود إنشاء القوة الدولية بغزة تتسارع وطلائعها بعد شهر
في خضم الجهود الدبلوماسية المكثفة الرامية إلى تحقيق استقرار دائم في قطاع غزة، أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى أن التحضيرات لإنشاء قوة دولية متعددة الجنسيات في القطاع قد دخلت مراحل متقدمة وحاسمة. ووفقا للمعلومات المتداولة، من المتوقع أن تصل طلائع الفرق الفنية والإدارية لهذه القوة إلى غزة في غضون شهر واحد، في خطوة تمثل بداية عملية معقدة وطموحة تهدف إلى ترسيخ وقف إطلاق النار وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية. من واقع خبرتنا في تغطية مناطق النزاع، فإن تشكيل مثل هذه القوات يمثل دائما تحديا هائلا، ولكنه أيضا بصيص أمل طال انتظاره لملايين المدنيين المتضررين.
تحليل شخصي: نرى أن نجاح هذه المهمة لن يعتمد فقط على عدد الجنود أو حجم التمويل، بل سيتوقف بشكل حاسم على وضوح التفويض الممنوح لها وقبول الأطراف المعنية على الأرض. يجب أن يكون تفويض القوة قويا بما يكفي لردع أي انتهاكات، ومرنا بما يكفي للتعامل مع الواقع المعقد لغزة. إنها مهمة تتطلب توازنا دقيقا بين القوة العسكرية والدبلوماسية الحساسة والعمل الإنساني.
![]() |
| قوات دولية تستعد للانتشار في غزة لتأمين السلام والإشراف على المساعدات |
تفويض متعدد الأوجه: من الأمن إلى الإغاثة
بحسب تقارير الأمم المتحدة التي اطلعت عليها مصادر دبلوماسية، فإن تفويض القوة الدولية لن يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل سيشمل مهام متعددة وحيوية لضمان استقرار الوضع. الهدف ليس فقط الفصل بين الأطراف، بل بناء بيئة آمنة تسمح ببدء عملية التعافي وإعادة الإعمار.
تتركز المهام الرئيسية لهذه القوة في النقاط التالية:[1]
| المهمة | التفاصيل والأهمية |
|---|---|
| تأمين المعابر | الإشراف على كافة المعابر من وإلى قطاع غزة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية ومنع تهريب الأسلحة. |
| مراقبة وقف إطلاق النار | نشر نقاط مراقبة على طول الحدود وفي المناطق الحساسة للتحقق من أي انتهاكات ورفع تقارير فورية لمجلس الأمن. |
| دعم العمل الإنساني | توفير الحماية والأمن لقوافل المساعدات ومنظمات الإغاثة الدولية لضمان وصول الدعم للمدنيين بأمان. |
| التنسيق مع السلطة المحلية | العمل جنبا إلى جنب مع أي إدارة مدنية يتم تشكيلها في غزة للمساعدة في إعادة بناء المؤسسات الأمنية والخدمية. |
دعم دولي وتحديات على الأرض
تحظى فكرة إنشاء القوة بدعم دولي وإقليمي واسع، حيث ترى العديد من القوى الكبرى أنها السبيل الوحيد لكسر حلقة العنف المتكررة. وتجري حاليا مشاورات مكثفة في أروقة مجلس الأمن لتحديد الدول المشاركة وحجم القوة وآليات تمويلها.
وهذا يشبه إلى حد كبير تشكيل قوات حفظ السلام في مناطق أخرى من العالم، مثل قوة "يونيفيل" في جنوب لبنان أو القوات الدولية في البوسنة والهرسك. تستلهم الجهود الحالية الدروس المستفادة من تلك التجارب، سواء الناجحة أو الفاشلة، لتصميم مهمة تكون أكثر فعالية في سياق غزة الفريد والمعقد.[2]
ومع ذلك، لا تخلو الطريق من التحديات. فإلى جانب التحديات اللوجستية الهائلة لنشر قوة عسكرية في بيئة مدمرة، هناك تحديات سياسية أكبر:[3]
- موافقة الأطراف: الحصول على موافقة صريحة وتعاون كامل من جميع الأطراف على الأرض.
- قواعد الاشتباك: تحديد قواعد اشتباك واضحة تسمح للقوة بالدفاع عن النفس وعن تفويضها دون أن تصبح طرفا في النزاع.
- الاستدامة المالية: ضمان توفير تمويل طويل الأمد للمهمة، التي قد تستمر لسنوات.
جدول زمني متسارع وأمل في الاستقرار
يشير الجدول الزمني المتسارع، الذي يتحدث عن وصول طلائع القوة خلال شهر، إلى وجود إرادة سياسية دولية قوية لدفع هذا المشروع إلى الأمام. الفرق الأولى التي ستصل لن تكون قوات قتالية، بل فرق تقنية وإدارية ستقوم بتقييم الاحتياجات على الأرض، وتحديد مواقع انتشار القوات، والتنسيق مع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة.
تتابع منظمات إنسانية دولية هذه التطورات عن كثب، وتأمل أن يسهم وجود هذه القوة في فتح ممرات إنسانية آمنة ومستدامة. وكما يتم التداول في وسائل إعلام دولية، مثل موقع ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، فإن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى مستويات كارثية تتطلب تدخلا دوليا عاجلا ومنسقا.[4]
تحليل شخصي: نرى أن الشهر القادم سيكون حاسما. وصول الفرق الأولى سيكون بمثابة اختبار حقيقي للنوايا على الأرض. إذا مرت هذه المرحلة بسلام وتمكنت الفرق من بدء عملها، فسيكون ذلك مؤشرا قويا على أن المشروع قابل للتنفيذ. أما إذا ووجهت بعراقيل، فإن ذلك قد يعيد الجهود الدبلوماسية إلى المربع الأول. إنها لحظة فارقة قد تحدد مسار مستقبل غزة لسنوات قادمة.
في الختام، يمثل تسارع الجهود لإنشاء قوة دولية في غزة نافذة أمل حقيقية لإنهاء دوامة العنف وتخفيف المعاناة الإنسانية. ورغم أن الطريق لا يزال طويلا ومحفوفا بالتحديات السياسية واللوجستية، فإن الإجماع الدولي المتزايد والجدول الزمني الطموح يشيران إلى جدية هذه المحاولة. إن نجاح هذه القوة في تأمين المعابر ومراقبة وقف إطلاق النار وتسهيل العمل الإغاثي لن يكون مجرد انتصار للدبلوماسية الدولية، بل سيكون قبل كل شيء، شريان حياة لملايين المدنيين الذين يتوقون إلى السلام والأمن والاستقرار.


















