تم النسخ!
بعد اغتيال الطبطبائي.. من سيخلف "رئيس أركان حزب الله"؟
في تصعيد خطير يزيد من حدة التوتر في المنطقة، أعلن الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن اغتيال هيثم علي الطبطبائي، الذي وصفه بأنه "رئيس أركان حزب الله"، في غارة جوية دقيقة استهدفته في منطقة بيروت. وقد نعى حزب الله الطبطبائي وأربعة من عناصره الذين قتلوا معه في نفس الضربة، مما يؤكد حجم الخسارة في صفوف قيادته العسكرية. هذا الاغتيال لم يمر مرور الكرام، حيث سارع الحرس الثوري الإيراني إلى التوعد برد قاس على إسرائيل، واضعا المنطقة على شفا مواجهة أوسع نطاقا. من خلال متابعتنا الدقيقة للتوازنات العسكرية في الشرق الأوسط، ندرك أن استهداف شخصية بهذا الوزن يمثل نقلة نوعية في قواعد الاشتباك.
تحليل شخصي: نرى أن اغتيال الطبطبائي ليس مجرد عملية تصفية لقيادي كبير، بل هو ضربة استراتيجية تهدف إلى شل القدرة العملياتية لحزب الله وإحداث فراغ قيادي يصعب تعويضه على المدى القصير. إسرائيل تراهن على أن هذه الضربة ستخلق ارتباكا داخليا وتضعف هيكل القيادة والسيطرة لدى الحزب، مما قد يحد من قدرته على شن هجمات منسقة في المستقبل القريب.
![]() |
| الاغتيال يفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل القيادة العسكرية لحزب الله |
معركة الخلافة تشتعل داخل حزب الله
لم يكد يمر وقت قصير على إعلان مقتل الطبطبائي، حتى بدأت التكهنات والتحليلات تدور حول هوية خليفته. الفراغ الذي تركه رجل بهذا الحجم والثقل العسكري أشعل ما وصفته مصادر مطلعة بـ "معركة خلافة" حقيقية داخل الحزب. فالمنصب ليس مجرد موقع إداري، بل هو العقل المدبر للعمليات العسكرية والتنسيق الميداني، وهو ما يجعل اختيار الخلف مسألة استراتيجية بالغة الحساسية.[2]
ووفقا للمعلومات المتداولة، فإن هناك عدة قيادات عسكرية بارزة تبحث عن قيادة قوية لملء هذا الفراغ. وقد برزت عدة أسماء كمرشحين محتملين، لكل منهم تاريخه وخبرته العسكرية، مما ينذر بصراع أجنحة محتمل داخل الحزب.
| المرشح المحتمل | الخلفية والخبرة | ملاحظات |
|---|---|---|
| "الشبح" |
إيران تتوعد والمنطقة تترقب
لم تتأخر إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، في الرد على الاغتيال. فقد توعد الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بدفع ثمن باهظ، مؤكدا أن "دماء الشهداء لن تذهب هدرا". هذا التهديد المباشر يرفع منسوب القلق الإقليمي والدولي من احتمال انزلاق الأمور نحو مواجهة مفتوحة.[1]
وهذا يشبه الحادثة التي وقعت في يناير 2020، عندما اغتالت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس قاسم سليماني. في ذلك الوقت، توعدت إيران برد قاس، ونفذت بالفعل هجمات صاروخية على قواعد أمريكية في العراق. السيناريو الحالي يحمل أوجه تشابه مقلقة، حيث أن اغتيال شخصية بحجم الطبطبائي قد يدفع إيران وحلفاءها إلى رد فعل عسكري للحفاظ على ماء الوجه وقوة الردع.
تداعيات الاغتيال لا تقتصر على لبنان وإسرائيل فقط، بل تمتد لتشمل الساحة الإقليمية بأكملها. وتتجه الأنظار الآن إلى كيفية وشكل الرد الذي قد يقدم عليه حزب الله وإيران، وما إذا كان سيؤدي إلى حرب شاملة أم سيظل في إطار الضربات المحدودة. وهذا ما أكدته تغطية بي بي سي للحدث، والتي سلطت الضوء على المخاوف من فقدان السيطرة على دوامة العنف.[3] كما أشارت منصات إخبارية مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة إلى أن هذه العملية قد تفقد حزب الله توازنه وتجبره على إعادة حساباته الاستراتيجية.[4]
في الختام، يمثل اغتيال هيثم علي الطبطبائي نقطة تحول فارقة في الصراع الدائر. لقد فتحت هذه العملية الباب على مصراعيه أمام سيناريوهات متعددة، تتراوح بين صراع داخلي في حزب الله على الخلافة، ورد عسكري محسوب، أو حرب إقليمية مدمرة. الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث، وستبقى المنطقة في حالة ترقب وانتظار لمعرفة من سيخلف "رئيس أركان حزب الله"، وكيف سيرسم ملامح المرحلة المقبلة من المواجهة.


















