تم النسخ!
7 قرارات حكومية مهمة خلال 24 ساعة.. تسعيرة وأرقام لـ«التوكتوك»| عاجل
شهدت الساعات الأربع والعشرون الماضية حراكا حكوميا مكثفا، أسفر عن صدور مجموعة من القرارات الهامة التي تستهدف تنظيم جوانب حيوية تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وتأتي في إطار سعي الدولة لتحسين الخدمات المقدمة وفرض الانضباط في الشارع المصري. كان أبرز هذه القرارات هو التحرك الجاد نحو تقنين أوضاع مركبات "التوكتوك"، تلك الوسيلة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من منظومة النقل في العديد من المناطق، رغم ما تسببه من فوضى وعشوائية. من واقع متابعتنا المستمرة للشأن المحلي، يتضح أن هذه الخطوة لم تعد رفاهية، بل ضرورة ملحة طال انتظارها لضبط إيقاع الشارع وحفظ حقوق الركاب والسائقين على حد سواء.
تحليل شخصي: نرى أن قرار ترقيم وتحديد تسعيرة للتوكتوك، وإن بدأ في مركز العياط، يمثل بالون اختبار ونموذجا يمكن تعميمه على مستوى الجمهورية. النجاح في تطبيق هذه المنظومة سيفتح الباب أمام حل واحدة من أعقد المشكلات التي تواجه الإدارة المحلية، وهي دمج الاقتصاد غير الرسمي في المنظومة الرسمية، بما يضمن للدولة تحصيل مستحقاتها ويوفر للسائقين غطاء تأمينيا وقانونيا، وللمواطن خدمة آمنة بسعر محدد.
![]() |
| خطوة حكومية جادة لترقيم وتحديد تسعيرة مركبات التوكتوك لضبط الشارع المصري |
بدء ترقيم وتحديد تسعيرة لـ«التوكتوك» في العياط
في خطوة تنفيذية طال انتظارها، بدأت الأجهزة التنفيذية في مركز ومدينة العياط بمحافظة الجيزة، في تطبيق منظومة جديدة لتقنين أوضاع مركبات التوكتوك. ووفقا للمعلومات الواردة، شملت الإجراءات ترقيم المركبات ووضع تسعيرة موحدة ومحددة للركوب داخل نطاق المركز والقرى التابعة له. [1]
هذه الخطوة تهدف بشكل أساسي إلى القضاء على العشوائية التي تسيطر على هذا القطاع، ومنع استغلال المواطنين من خلال تحديد تعريفة ركوب واضحة ومعلنة للجميع، مما ينهي الجدل اليومي بين السائق والراكب حول قيمة الأجرة. على سبيل المثال، تم تحديد تسعيرة الركوب داخل قرى الرحمانية بمبلغ 7 جنيهات. [3]
| الإجراء | الهدف الرئيسي |
|---|---|
| ترقيم المركبات | إنشاء قاعدة بيانات رسمية، وتسهيل تتبع المركبات أمنيا. |
| تحديد تسعيرة موحدة | منع استغلال الركاب وضمان استقرار أسعار الخدمة. |
| تحديد خطوط السير | منع الفوضى المرورية وحظر سير التوكتوك في الشوارع الرئيسية. |
قرارات حكومية أخرى على مدار اليوم
لم يقتصر النشاط الحكومي على ملف التوكتوك فقط، بل امتد ليشمل عدة قطاعات خدمية واقتصادية أخرى، في محاولة لتحسين جودة الحياة وتوفير متطلبات المواطنين.
وهذا يشبه ما حدث في مصر قبل عدة سنوات عند تنظيم عمل سيارات الأجرة البيضاء واستبدال القديمة منها، وهي الخطوة التي واجهت تحديات في بدايتها لكنها أثبتت نجاحها على المدى الطويل في تحسين المظهر الحضاري وتوفير وسيلة نقل أكثر أمانا. تطبيق نفس المنطق على التوكتوك يبدو كأنه استكمال طبيعي لمسيرة ضبط منظومة النقل الداخلي.
شملت القرارات الأخرى ما يلي:
- زيادة المعاشات للعاملين بالبنك التجاري الدولي: قرار يخص شريحة من الموظفين ويهدف إلى تحسين دخولهم بعد التقاعد، مما يعكس اهتماما بتحقيق الأمان الاجتماعي.
- حملات مكبرة لرفع الإشغالات بالجيزة: استمرارا لجهود الدولة في استعادة المظهر الحضاري للشوارع والميادين، تم تنفيذ حملات واسعة لإزالة التعديات والإشغالات التي تعيق حركة المرور والمشاة.
- تحسين مستوى النظافة: توجيهات للمحافظات بتكثيف حملات النظافة ورفع كفاءة المنظومة، وهو مطلب شعبي دائم لتحسين البيئة والصحة العامة.
- توفير فرص عمل: الإعلان عن مبادرات وبرامج جديدة تهدف إلى توفير فرص عمل للشباب، في إطار خطة الدولة لمواجهة البطالة. [2]
الأثر المتوقع لتقنين أوضاع التوكتوك
إن التحرك نحو تقنين أوضاع التوكتوك له أبعاد متعددة تتجاوز مجرد تنظيم حركة المرور. فمن الناحية الأمنية، يساهم ترقيم هذه المركبات في الحد من استخدامها في ارتكاب الجرائم ويسهل على الأجهزة الأمنية تتبعها. اقتصاديا، يمثل هذا القطاع جزءا كبيرا من الاقتصاد غير الرسمي، وإدخاله تحت مظلة الدولة يعني زيادة في الإيرادات من خلال رسوم التراخيص والضرائب.
تحليل شخصي: على الرغم من أن بعض سائقي التوكتوك قد ينظرون إلى هذه الإجراءات باعتبارها قيودا وأعباء مالية جديدة، إلا أنها على المدى الطويل تصب في مصلحتهم. فالحصول على ترخيص رسمي يوفر لهم الحماية القانونية ويمنع المصادرة التعسفية للمركبة، كما يفتح الباب أمام إمكانية ضمهم لمظلات التأمين الصحي والاجتماعي، وهو ما يحقق لهم ولأسرهم استقرارا لم يكن متاحا من قبل.
كما تشير بعض المنصات الإخبارية مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، فإن تنظيم عمل وسائل النقل الصغيرة أصبح توجها عالميا في العديد من الدول النامية لمواجهة الزحام والتلوث وتحسين جودة الحياة في المدن المكتظة. [5]
في الختام، تعكس هذه الحزمة من القرارات الحكومية توجها واضحا نحو فرض الانضباط ومعالجة المشكلات المزمنة التي تؤثر على حياة المواطنين اليومية. ورغم أن الطريق لا يزال طويلا والتحديات قائمة، فإن البدء بخطوات عملية ومدروسة، مثلما يحدث في ملف التوكتوك، يبعث برسالة تفاؤل بإمكانية تحقيق تغيير ملموس. إن نجاح تجربة العياط سيكون بمثابة الضوء الأخضر لتطبيق هذه المنظومة على نطاق أوسع، مما يمثل نقلة نوعية في التعامل مع هذه الظاهرة، ويحولها من مصدر للفوضى إلى وسيلة نقل منظمة وآمنة تخدم المواطنين وتدعم الاقتصاد الوطني.


















