تم النسخ!
"لم تكن موفقة".. ميكالي ينتقد تصريحات حسام حسن عن المدربين الأجانب
في رد مباشر وصريح، أعرب المدرب البرازيلي روجيرو ميكالي، المدير الفني السابق للمنتخب الأولمبي المصري، عن عدم اتفاقه مع التصريحات الأخيرة لحسام حسن، مدرب منتخب مصر الأول، بشأن المدربين الأجانب في مصر. ووصف ميكالي هذه التصريحات بأنها "لم تكن موفقة"، مؤكدا أن الكفاءة والخبرة يجب أن تكونا المعيار الأساسي في عالم كرة القدم، وليس الجنسية. يأتي هذا الرد ليفتح بابا جديدا للنقاش حول الجدلية الأزلية: هل الأفضل للمنتخبات والأندية المصرية الاعتماد على المدرب الوطني أم الأجنبي؟ ومن واقع خبرتنا في متابعة هذا الملف، نجد أن النجاح لم يكن حكرا على جنسية بعينها، بل ارتبط دائما بمنظومات العمل الاحترافية والمدرب الكفء القادر على تحقيق الإضافة.
تحليل شخصي: نرى أن رد ميكالي لم يكن مجرد دفاع عن نفسه، بل كان دفاعا عن فكرة أوسع. لقد استخدم أمثلة عالمية قوية مثل أنشيلوتي مع البرازيل وتوخيل مع إنجلترا ليؤكد أن كرة القدم الحديثة تجاوزت فكرة "ابن البلد". رسالته واضحة: في عالم الاحتراف، البحث يكون عن الأفضل بغض النظر عن جواز السفر الذي يحمله. هذا الرد الدبلوماسي يعيد توجيه النقاش من الانتماء الوطني إلى معايير الكفاءة والجودة.
![]() |
| ميكالي وحسام حسن.. وجهات نظر متباينة حول دور المدرب الأجنبي |
الكفاءة لا ترتبط بالجنسية
شدد ميكالي في تصريحاته الإعلامية على أنه يختلف بكل احترام مع رأي حسام حسن، مؤكدا أن "الكفاءة ليس لها علاقة بالجنسية". ولتدعيم وجهة نظره، استشهد ميكالي بأمثلة من أكبر المنتخبات العالمية التي يقودها مدربون أجانب، قائلا: "كارلو أنشيلوتي (إيطالي) يتولى تدريب البرازيل، توماس توخيل (ألماني) مع إنجلترا، وماوريسيو بوتشيتينو (أرجنتيني) مع الولايات المتحدة". وأضاف أن هذه الأمثلة تدل على أن كرة القدم تقدر الجودة أكثر من الجنسية.
أما فيما يتعلق بالراتب الذي كان يتقاضاه، أوضح ميكالي: "بالنسبة للراتب الذي كنت أتقاضاه مع مصر، فهو يتناسب مع إمكانياتي وسيرتي الذاتية، كما هو الحال في أي مهنة أو سوق عمل حول العالم". وذكّر بسيرته الذاتية القوية التي تشمل تدريب نجوم كبار مثل نيمار في المنتخب البرازيلي، وقيادة أندية عملاقة مثل الهلال السعودي وأتلتيكو مينيرو البرازيلي.
| حجة ميكالي | التوضيح والأمثلة |
|---|---|
| الجنسية والكفاءة | الكفاءة لا ترتبط بالجنسية، وكرة القدم العالمية تقدر الجودة أولا. |
| أمثلة عالمية | أنشيلوتي (البرازيل)، توخيل (إنجلترا)، بوتشيتينو (أمريكا). |
| السيرة الذاتية | تدريب نيمار، وقيادة أندية كبرى مثل الهلال وأتلتيكو مينيرو. |
| إنجازاته مع مصر | المركز الرابع في أولمبياد باريس وتصعيد 8 لاعبين للمنتخب الأول. |
إنجازات المنتخب الأولمبي ودور ميكالي
لم يفت ميكالي أن يدافع عن فترة عمله مع المنتخب الأولمبي المصري، مشيرا إلى الإنجازات التي تحققت تحت قيادته. وقال: "حصلنا على المركز الرابع في أولمبياد باريس، بجانب أننا صعدنا 8 لاعبين، على الأقل، إلى المنتخب المصري الأول".
وهذا يشبه تماما دور الأكاديميات الكبرى في كرة القدم، حيث لا يقاس نجاحها فقط بالبطولات التي تحققها فرق الشباب، بل بعدد اللاعبين الذين يتم تجهيزهم وتصعيدهم للفريق الأول. ميكالي هنا يذكر الجميع بأن مهمته لم تكن فقط تحقيق نتيجة في الأولمبياد، بل بناء جيل جديد من اللاعبين للمستقبل.
وردا على تصريح حسام حسن بأنه من قام بتصعيد لاعبين مثل محمد شحاتة، محمود صابر، وأسامة فيصل، علق ميكالي قائلا: "من وجهة نظري كمدرب، هؤلاء اللاعبين استحقوا التواجد في المنتخب، بعد أدائهم الكبير والثابت مع المنتخب الأولمبي". وهو تلميح ذكي إلى أن أداءهم وتطورهم تحت قيادته هو ما جعلهم جاهزين للانضمام للمنتخب الأول.
جدل قديم يتجدد
تفتح هذه التصريحات المتبادلة الباب مجددا أمام نقاش مجتمعي ورياضي حول هوية المدرب الأنسب للكرة المصرية. فهناك تيار يدعم المدرب الوطني ويعتبره الأقدر على فهم عقلية اللاعب المصري والتعامل مع الظروف المحلية، وهو التيار الذي يمثله حسام حسن بقوة.
في المقابل، هناك تيار آخر يرى أن المدرب الأجنبي صاحب الفكر المتطور والخبرات الدولية هو القادر على إحداث نقلة نوعية في الأداء والنتائج، بعيدا عن الحسابات الشخصية والمجاملات التي قد تشوب عمل المدرب المحلي.
تحليل شخصي: نرى أن الحقيقة تكمن في منطقة وسطى. لا المدرب الأجنبي هو الحل السحري دائما، ولا المدرب الوطني هو الأفضل دائما. التجربة أثبتت نجاح وفشل نماذج من كلا المدرستين. المعيار يجب أن يكون دائما للمشروع المقدم، السيرة الذاتية للمدرب، خططه لتطوير الفريق، وقدرته على فرض الانضباط وتحقيق النتائج، بغض النظر عن لغته أو جنسيته.
في النهاية، يبقى هذا الجدل صحيا ومفيدا للكرة المصرية إذا ما تم تناوله بموضوعية. رد ميكالي المهذب والقوي يضع الكرة في ملعب الجميع للتفكير في معايير الاختيار المستقبلية، ويؤكد أن عالم كرة القدم أصبح قرية عالمية صغيرة، النجاح فيها لمن يملك الكفاءة والرؤية، وليس لمن يحمل جواز سفر معين. إن تصريحات حسام حسن ربما لم تكن موفقة بالفعل في هذا السياق العالمي.


















