تم النسخ!
أسود الرافدين يزأرون.. العراق يهزم عمان ويتأهل للدور الحاسم من تصفيات المونديال
في ليلة كروية تاريخية لن تنساها جماهير الكرة العراقية، حجز منتخب أسود الرافدين مقعده رسميا في الدور الحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، بعد تحقيقه فوزا غاليا وصعبا على نظيره العماني. المباراة التي أقيمت على ملعب البصرة الدولي وسط حضور جماهيري غفير، شهدت أداء بطوليا من لاعبي العراق الذين قاتلوا حتى الدقائق الأخيرة ليخطفوا هدف الانتصار ويطلقوا العنان لأفراح عارمة عمت أرجاء البلاد. هذا التأهل لا يمثل مجرد انتصار في مباراة، بل هو خطوة عملاقة تقرب العراق من تحقيق حلم المونديال الغائب منذ عقود. ومن واقع متابعتنا لمسيرة المنتخب، فإن هذا الجيل يمتلك من الروح والإصرار ما يجعله قادرا على كتابة التاريخ.
تحليل شخصي: نرى أن سر هذا الانتصار لم يكن تكتيكيا فقط، بل كان ذهنيًا بالدرجة الأولى. لقد لعب المنتخب العراقي بشخصية البطل، لم ييأس رغم صعوبة المباراة، وآمن بقدرته على حسمها حتى النهاية. هذه العقلية هي ما كانت تنقص الكرة العراقية في كثير من الأحيان، ويبدو أن الجهاز الفني نجح في زرعها في نفوس اللاعبين. التأهل من بوابة مباراة بهذه الصعوبة يمنح الفريق صلابة وثقة ستكون سلاحه الأهم في الدور القادم الأصعب.
![]() |
| فرحة أسود الرافدين بعد ضمان بطاقة العبور إلى المرحلة النهائية لتصفيات المونديال |
مباراة حبست الأنفاس وهدف قاتل
دخل المنتخب العراقي المباراة وهو يدرك أن الفوز هو خياره الوحيد لضمان التأهل دون الدخول في حسابات معقدة. وبدعم من عشرات الآلاف من المشجعين الذين حولوا مدرجات ملعب البصرة إلى كتلة من اللهب، ضغط أسود الرافدين منذ البداية بحثا عن هدف مبكر. لكن المنتخب العماني المنظم دفاعيا أظهر صمودا كبيرا وشكل خطورة في الهجمات المرتدة، مما جعل المباراة سجالا بين الفريقين.[1]
ومع مرور الدقائق واقتراب المباراة من نهايتها بالتعادل السلبي، بدأت حالة من القلق تسود المدرجات، إلى أن جاءت الدقائق الأخيرة لتحمل الفرج. فمن كرة عرضية متقنة، ارتقى المهاجم المتألق أيمن حسين فوق الجميع ليسكن الكرة برأسه في الشباك العمانية، مسجلا هدفا قاتلا أشعل به الملعب وأهدى بلاده بطاقة العبور المستحقة.[2]
| تفاصيل المباراة | البيانات |
|---|---|
| النتيجة النهائية | العراق 1 - 0 عمان |
| مسجل الهدف | أيمن حسين |
| الملعب | استاد البصرة الدولي (جذع النخلة)، العراق |
| المناسبة | تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 |
أيمن حسين.. رجل المواعيد الكبرى
مرة أخرى، يثبت المهاجم أيمن حسين أنه رجل المواعيد الكبرى وهداف المنتخب الأول بلا منازع. ففي اللحظات التي احتاج فيها الفريق إلى منقذ، كان حسين حاضرا ليترجم مجهود زملائه إلى هدف يساوي بطاقة التأهل.
وهذا يشبه الدور الذي كان يلعبه الأسطورة المصري محمد أبوتريكة مع منتخب بلاده، حيث كان يختفي طوال المباراة ليظهر في لحظة واحدة حاسمة يسجل بها هدفا يغير مجرى التاريخ. أيمن حسين يمتلك هذه الميزة، "حاسة التهديف" والوجود في المكان المناسب في التوقيت المناسب، وهي صفة لا تقدر بثمن في عالم كرة القدم.[3]
بهدفه الغالي، لم يرفع أيمن حسين رصيده التهديفي فقط، بل نقش اسمه بحروف من ذهب في قلوب الجماهير العراقية التي باتت تعقد عليه آمالا عريضة في المرحلة القادمة من التصفيات.
ماذا بعد التأهل؟ الطريق لا يزال طويلا
رغم الفرحة الكبيرة بالتأهل، يدرك الجهاز الفني واللاعبون أن المهمة الأصعب لم تبدأ بعد. فالدور الحاسم من التصفيات سيجمع منتخب العراق مع نخبة منتخبات القارة الآسيوية، في منافسة شرسة على عدد محدود من المقاعد المؤهلة مباشرة إلى المونديال.
سيحتاج المنتخب العراقي إلى إعداد من نوع خاص، وخوض مباريات ودية على أعلى مستوى، وتجهيز كافة اللاعبين فنيا وبدنيا وذهنيا لخوض 10 مباريات نارية في مجموعة حديدية بنظام الذهاب والإياب.
تحليل شخصي: نرى أن التحدي القادم لن يكون داخل الملعب فقط، بل خارجه أيضا. يجب على الاتحاد العراقي لكرة القدم توفير كل سبل الدعم للمنتخب، من معسكرات خارجية على مستوى عال إلى ضمان الاستقرار الإداري والفني. إن حلم المونديال هو مشروع دولة وليس مجرد مهمة جهاز فني ولاعبين، وتكاتف كل الجهود هو الطريق الوحيد لتحقيق هذا الحلم.[4]
في الختام، يحق للعراق أن يفرح بهذا الإنجاز الكبير الذي جاء بعد مجهود شاق وأداء رجولي. لقد أثبت أسود الرافدين أنهم رقم صعب في المعادلة الآسيوية، وأنهم قادمون بقوة للمنافسة على بطاقة المونديال. ومع استمرار هذا الالتزام وهذه الروح القتالية، فإن حلم رؤية علم العراق يرفرف في أكبر محفل كروي عالمي أصبح أقرب من أي وقت مضى.


















