تم النسخ!
سجال إلكتروني ساخن: علاء مبارك وساويرس يفتحان النار على مصطفى بكري
في توقيت لافت تزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية لميلاد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحولت منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدًا منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، إلى ساحة معركة كلامية حامية الوطيس. أطراف هذا النزاع الإلكتروني لم يكونوا نشطاء عاديين، بل شخصيات عامة ذات ثقل وجماهيرية متباينة: علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق، ورجل الأعمال المثير للجدل نجيب ساويرس، في مواجهة الكاتب الصحفي والإعلامي مصطفى بكري. ما بدأ كتغريدة عابرة سرعان ما تحول إلى "خناقة" افتراضية تصدرت الترند، كاشفة عن تباينات عميقة وصراعات قديمة تتجدد مع كل مناسبة وطنية.
تحليل شخصي: نرى أن هذا الاشتباك يتجاوز مجرد الخلاف الشخصي بين الثلاثة. إنه انعكاس لحالة الاستقطاب الخفية في المشهد العام، وصراع الرؤى بين مدارس مختلفة: "المباركية" التي يمثلها علاء، و"الليبرالية المتمردة" لساويرس، و"الناصرية المؤيدة للدولة" التي يتبناها بكري. اختيار توقيت ذكرى ميلاد الرئيس لإشعال هذا الفتيل لم يكن عبثيًا، بل ربما رسالة سياسية مغلفة بسجال شخصي، تؤكد أن منصات التواصل باتت هي البرلمان الموازي الذي تصفى فيه الحسابات السياسية القديمة والجديدة.[1]
![]() |
| منصات التواصل الاجتماعي تشتعل بسجال حاد بين شخصيات عامة بارزة |
بداية الشرارة: تغريدة علاء مبارك الناقدة
انطلقت شرارة الأزمة بتغريدة كتبها علاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، انتقد فيها بشكل لاذع أداء الإعلامي وعضو مجلس النواب مصطفى بكري. علاء، الذي نشط بشكل ملحوظ على "إكس" في السنوات الأخيرة، لم يفوت الفرصة للتعليق على تصريحات بكري، مستخدمًا أسلوبًا يمزج بين السخرية والهجوم المباشر. الانتقاد تمحور حول مواقف بكري السياسية المتغيرة -من وجهة نظر علاء- وطريقة تناوله للأحداث الجارية، وهو ما اعتبره البعض تصفية حسابات قديمة تعود لسنوات حكم مبارك وما بعدها.
تغريدة علاء لم تمر مرور الكرام، بل أثارت عاصفة من التفاعل، حيث اعتبرها متابعوه "قصف جبهة" صريح، بينما رآها آخرون تجاوزًا في حق شخصية إعلامية وبرلمانية.[2]
دخول ساويرس على الخط: تحالف غير متوقع
لم يقف رجل الأعمال نجيب ساويرس موقف المتفرج، بل سارع للدخول في المعركة الإلكترونية داعمًا لعلاء مبارك وموجهًا سهامه هو الآخر نحو مصطفى بكري. ساويرس، المعروف بجرأته وعدم تحفظه في تغريداته، علق بكلمات وصفت بأنها هجوم حاد على بكري، مؤيدًا ما ذهب إليه علاء مبارك.
وهذا يشبه تحالف "الخصوم السابقين" ضد هدف مشترك. فمن المعروف أن العلاقة بين نظام مبارك وساويرس لم تكن دائمًا سمنًا على عسل، لكن يبدو أن الخلاف مع "بكري" والتوجهات التي يمثلها قد وحدت الجبهات مؤقتًا في هذا الفضاء الافتراضي.
ردود ساويرس جاءت لتسكب الزيت على النار، وتحول النقاش من مجرد نقد إعلامي إلى سجال سياسي مفتوح حول المواقف والولاءات وتاريخ الشخصيات الثلاثة في المشهد المصري.[3]
| الشخصية | الموقف في الأزمة |
|---|---|
| علاء مبارك | البادئ بالهجوم وانتقاد مصطفى بكري. |
| نجيب ساويرس | داعم لعلاء مبارك ومهاجم لبكري. |
| مصطفى بكري | الطرف المستهدف بالهجوم والردود. |
تفاعل الجمهور: انقسام وجدل واسع
تفاعل الجمهور المصري والعربي مع هذه "الخناقة" كان واسعًا ومتباينًا. انقسمت التعليقات إلى عدة فرق:
- فريق "نوستالجيا مبارك": دعموا علاء بقوة، معتبرين أن تعليقاته تفضح المتلونين سياسيًا.
- فريق "ساويرس الجريء": أشادوا بصراحة نجيب ساويرس وعدم خوفه من الاشتباك مع الشخصيات المحسوبة على الدولة.
- فريق "الدفاع عن بكري": رأوا في الهجوم استهدافًا لشخصية وطنية تدافع عن مؤسسات الدولة، واعتبروا توقيت الهجوم في ذكرى ميلاد السيسي محاولة للتشويش.
- فريق "المتفرجون": تعاملوا مع الأمر بسخرية (Memes)، معتبرين أنها "خناقة كبار" لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
هذا التفاعل يعكس مدى حيوية الفضاء الإلكتروني في مصر، وكيف أصبح المؤشر الحقيقي لاتجاهات الرأي العام، حتى وإن كان محكومًا بفقاعات التفاعل اللحظية.[4]
في الختام، قد تبدو هذه الواقعة مجرد مشادة كلامية عابرة، لكنها تحمل دلالات أعمق حول المشهد السياسي والإعلامي في مصر. إن استمرار الشخصيات العامة في استخدام "تويتر" كمنصة للتراشق وتبادل الاتهامات يشير إلى غياب قنوات الحوار التقليدية أو عدم فاعليتها. ستبقى "خناقة" علاء مبارك وساويرس وبكري حديث الساعة لبعض الوقت، لتنضم إلى أرشيف طويل من السجالات التي تشعل العالم الافتراضي وتثير شهية الجمهور للاشتباك والتحليل.


















