تم النسخ!
10 أسرار وراء الصعود التاريخي للبورصة المصرية بنسبة 33% بالدولار
في أداء استثنائي لفت أنظار المستثمرين الإقليميين والدوليين، يشهد سوق المال المصري موجة صعود قوية منذ بداية عام 2025، متفوقا على معظم أسواق المنطقة. تجسد هذا الأداء في القمم التاريخية الجديدة التي سجلها المؤشر الدولاري للبورصة المصرية EGX30 USD، الذي ارتفع بنسبة تقترب من 33% منذ مطلع العام، ليقفز من 2009 نقطة إلى 2690 نقطة بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي.[1] يأتي هذا الصعود مدعوما بمجموعة من الإصلاحات الاقتصادية العميقة وتدفقات نقدية أجنبية أعادت الثقة للسوق. من واقع خبرتنا في تحليل الأسواق المالية، يمكن القول إن ما يحدث ليس مجرد طفرة مؤقتة، بل هو إعادة تموضع شاملة للسوق المصري على خريطة الاستثمار العالمية.
تحليل شخصي: نرى أن المؤشر الدولاري أصبح الترمومتر الحقيقي لنجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي. فهو لا يعكس فقط أداء الأسهم، بل يجسد ثقة المستثمر الأجنبي في استقرار سعر الصرف وقدرة الاقتصاد على توليد عوائد حقيقية بالعملة الصعبة. هذا التحول يجعل من البورصة المصرية أكثر من مجرد سوق ناشئ، بل سوق يتعافى بقوة ويمتلك أساسات جاذبة للاستثمار طويل الأجل.
![]() |
| صعود تاريخي للبورصة المصرية مدعوم بعودة الأجانب واستقرار الاقتصاد |
في هذا المقال، نغوص في أعماق هذا الأداء القوي لنكشف عن 10 أسباب رئيسية تقف خلف هذا الصعود التاريخي، معززة بتحليلات نخبة من خبراء سوق المال.
الأسباب العشرة الذهبية وراء قفزة البورصة
لم يأت هذا الارتفاع من فراغ، بل كان نتيجة لتضافر مجموعة من العوامل الهيكلية والمالية التي عملت معا لخلق بيئة استثمارية إيجابية. يمكن تلخيص هذه العوامل في النقاط التالية:
- استقرار سعر الصرف: يعد العامل الأهم، حيث أزال تحرير سعر الصرف حالة عدم اليقين ووفر رؤية واضحة للمستثمرين الأجانب حول قيمة استثماراتهم وعوائدهم بالدولار.
- عودة المستثمرين الأجانب: تدفقت سيولة أجنبية نوعية نحو الأسهم القيادية ذات الأساسيات المالية القوية، مما أعطى زخما كبيرا للسوق.
- تراجع معدلات التضخم: انخفض التضخم السنوي للشهر الرابع على التوالي ليسجل 11.7% في سبتمبر، مما يعزز القوة الشرائية ويحسن من هوامش أرباح الشركات.[2]
- انخفاض أسعار الفائدة: مع تراجع التضخم، بدأت أسعار الفائدة في الانخفاض، مما يجعل الاستثمار في الأسهم أكثر جاذبية مقارنة بالودائع المصرفية.
- اتفاق صندوق النقد الدولي: أعطى الاتفاق الأخير شهادة ثقة دولية في مسار الإصلاح الاقتصادي المصري، وشجع المؤسسات العالمية على زيادة استثماراتها.
- الطروحات الحكومية الناجحة: شكلت الطروحات الأخيرة نقطة تحول، حيث زادت من عمق السوق وأتاحت فرصا جديدة في قطاعات استراتيجية كالبنية التحتية والطاقة.
- جاذبية تقييمات الأسهم: لا يزال مضاعف الربحية للأسهم المصرية من بين الأدنى في المنطقة، مما يعني وجود فرص نمو كبيرة غير مستغلة بالكامل.
- نمو أرباح الشركات: أظهرت الشركات المقيدة مرونة لافتة وحققت أرباحا تشغيلية قوية، مما عزز ثقة المستثمرين في أدائها المستقبلي.
- زيادة الطلب المؤسسي المحلي: ساهم تزايد استثمارات البنوك والصناديق المحلية في خلق طبقة دعم هيكلية للسوق تقلل من تأثير أي تقلبات خارجية.
- تحسن تدفقات النقد الأجنبي: ساهمت زيادة إيرادات السياحة وتحويلات المصريين بالخارج في توفير سيولة دولارية عززت استقرار الاقتصاد الكلي.
رؤية الخبراء: إجماع على استمرار المسار الصاعد
أجمع عدد من أبرز المحللين الفنيين والماليين في مصر على أن السوق لا يزال يمتلك مقومات النمو، وأن الموجة الحالية ليست مجرد فقاعة قصيرة الأجل.
وهذا يشبه إلى حد كبير ما حدث في أسواق ناشئة أخرى مثل تركيا والبرازيل بعد تبنيها برامج إصلاح نقدي ومالي مماثلة، حيث شهدت أسواق الأسهم فيها طفرات استمرت لسنوات بعد استعادة ثقة المستثمرين الدوليين. يبدو أن مصر تسير على خطى هذه التجارب الناجحة.
| الخبير | الشركة | أبرز النقاط |
|---|---|---|
| سامح أبوغنيمة | عربية أون لاين | السوق حقق أعلى عائد إقليمي. لا يتوقع تصحيحا كبيرا قبل النصف الثاني من 2026، ويرى استمرار الصعود حتى 2028. |
| راندا حامد | عكاظ لإدارة المحافظ | الطروحات الحكومية واتفاق الصندوق نقطة تحول. تتوقع استهداف المؤشر الدولاري لمستوى 3200 نقطة على المدى المتوسط. |
| إبراهيم النمر | النعيم القابضة | الإصلاحات النقدية حدت من تذبذب سعر الصرف. الطروحات الجديدة في الطاقة والصناعة ستزيد من جاذبية السوق. |
| مروة أبو النصر | فيصل لتداول الأوراق المالية | السوق هو الأعلى أداء إقليميا منذ 2022. تتوقع استمرار الموجة الصاعدة حتى 2028 بدعم من الطروحات وتحسن تدفقات النقد الأجنبي. |
المستقبل يبدو واعدا: ما الذي ينتظر السوق؟
يتفق المحللون على أن المسار الصاعد للبورصة المصرية مرشح للاستمرار على المديين المتوسط والطويل. فمع استمرار الحكومة في برنامج الطروحات، وتحسن المؤشرات الاقتصادية الكلية، وزيادة ربحية الشركات، تظل السوق المصرية وجهة استثمارية مغرية.
تحليل شخصي: التحدي القادم سيكون في الحفاظ على وتيرة الإصلاحات وضمان استدامة تدفقات الاستثمار الأجنبي. يجب أن تعمل إدارة البورصة على طرح المزيد من الأدوات المالية المبتكرة وتسهيل إجراءات دخول المستثمرين الجدد للحفاظ على هذا الزخم الإيجابي وتحويله إلى نمو مستدام لا يتأثر بالصدمات الخارجية.
تشير التوقعات إلى أن قطاعات مثل البنوك، البتروكيماويات، الطاقة، والبنية التحتية ستكون قاطرة النمو في الفترة القادمة. وفيما يخص سعر الدولار، تتوقع مروة أبو النصر ارتفاعا طفيفا ومحدودا إلى نطاق 48-48.5 جنيه، وهو مستوى لن يؤثر بشكل جوهري على الاتجاه الصاعد العام للسوق.
في الختام، تعيش البورصة المصرية فترة ذهبية، مدفوعة بأساسات اقتصادية صلبة وثقة دولية متجددة. الأداء التاريخي للمؤشر الدولاري ليس سوى انعكاس لقصة نجاح بدأت فصولها بالإصلاحات الجريئة، ويبدو أنها ستستمر لسنوات قادمة. ومع إجماع الخبراء على استمرار الموجة الصاعدة حتى عام 2028، فإن الفرص لا تزال سانحة أمام المستثمرين المحليين والأجانب للمشاركة في هذه النهضة الاستثمارية.



















حقيقى صعود تاريخى للبورصة المصرية
ردحذف