تم النسخ!
اليابان تعلن اكتشاف هرم عملاق أقدم من أهرامات الجيزة
في أعماق مياه المحيط الهادئ، قبالة سواحل جزيرة يوناغوني اليابانية النائية، يكمن لغز أثري هائل قد يعيد كتابة فصول من تاريخ البشرية المبكر. أعلنت وكالة الشؤون الثقافية اليابانية رسميا عن اكتشاف "هرم يوناغوني" الغامض، وهو نصب حجري ضخم غارق تحت مياه أرخبيل ريوكيو. وفقا لتقارير علمية أولية، قد يعود تاريخ هذا الهيكل المذهل إلى أكثر من 12 ألف عام، وهو تقدير إن ثبتت صحته، سيجعله أقدم بكثير من أهرامات الجيزة المصرية الشهيرة التي يقدر عمرها بحوالي 4500 عام فقط.[1] هذا الاكتشاف المثير للدهشة ليس جديدا تماما، فقد تم العثور عليه لأول مرة في الثمانينيات، لكن الإعلان الرسمي الأخير من السلطات اليابانية يضفي عليه زخما وجدية غير مسبوقين، ويفتح الباب أمام نقاش علمي عالمي واسع حول أصله. من خلال خبرتنا في تغطية الاكتشافات الأثرية الكبرى، يمكننا تأكيد أن قصة هرم يوناغوني تمثل واحدة من أكثر الألغاز جاذبية في علم الآثار الحديث.
تحليل شخصي: نرى أن الجدل الدائر حول هرم يوناغوني يلامس وترا حساسا في فهمنا للتاريخ. الفكرة القائلة بوجود حضارة متقدمة قادرة على بناء مثل هذه الهياكل الضخمة في نهاية العصر الجليدي تتحدى كل النماذج التاريخية السائدة. إذا كان الهيكل من صنع الإنسان بالفعل، فهذا لا يعني فقط أن التاريخ كما نعرفه بحاجة إلى مراجعة، بل يطرح أسئلة أعمق حول أصول الحضارة البشرية وقدرات أسلافنا القدامى.
![]() |
| هرم يوناغوني يثير جدلا واسعا حول ما إذا كان تكوينا طبيعيا أم من صنع الإنسان |
مواصفات الهيكل الغامض: هل هي صدفة جيولوجية؟
يتميز هرم يوناغوني، أو كما يعرف رسميا بـ "نصب يوناغوني التذكاري"، ببنية حجرية متقنة ومدهشة أثارت حيرة العلماء والباحثين. يبلغ ارتفاع الهيكل حوالي 27 مترا (90 قدما) ويمتد على قاعدة واسعة، وهو مكون من كتل حجرية ضخمة تبدو وكأنها مقطوعة ومصفوفة بدقة.
أبرز ما يميز هذا الهيكل:
- مدرجات وزوايا حادة: يحتوي الهيكل على مدرجات مسطحة عريضة وزوايا قائمة حادة (90 درجة)، وهو أمر نادر الحدوث في التكوينات الصخرية الطبيعية التي عادة ما تتآكل بشكل غير منتظم.[2]
- أعمدة ونقوش: رصد الباحثون ما يشبه الأعمدة المنحوتة، وخندقا، وحتى ما يشبه طريقا يحيط بالهيكل.
- وجوه بشرية: الأكثر إثارة للجدل هو وجود علامات وتكوينات صخرية يرى بعض العلماء أنها تشبه وجوها بشرية منحوتة، مما يعزز فرضية التدخل البشري.
وهذا يشبه إلى حد ما الجدل الذي أحاط باكتشاف "بوابة الشمس" في بوليفيا أو هياكل "بوما بونكو"، حيث تبدو دقة القطع والتشكيل الصخري وكأنها تتجاوز القدرات التقنية المفترضة للحضارات القديمة في تلك الفترة، مما يدفع البعض إلى طرح نظريات غير تقليدية.
صراع النظريات: صنع الإنسان أم إبداع الطبيعة؟
ينقسم المجتمع العلمي حاليا إلى معسكرين رئيسيين حول أصل هرم يوناغوني، وهو انقسام يعكس صعوبة دراسة مثل هذه المواقع المغمورة.
| نظرية "صنع الإنسان" | نظرية "التكوين الطبيعي" |
|---|---|
| يقود هذا الفريق عالم الجيولوجيا البحرية الياباني ماساكي كيمورا، الذي قضى سنوات في دراسة الموقع. يجادل كيمورا بأن التوازي والزوايا القائمة الحادة والأشكال الهندسية لا يمكن أن تكون نتيجة عمليات جيولوجية طبيعية وحدها.[3] | على الجانب الآخر، يرى علماء آخرون، مثل الجيولوجي روبرت شوش من جامعة بوسطن، أن الهيكل هو تكوين طبيعي من الحجر الرملي تشكل بفعل التيارات البحرية القوية والنشاط الزلزالي المعروف في المنطقة، والذي يمكن أن يكسر الصخور في خطوط مستقيمة. |
| يعتقد أنصاره أن الهيكل كان جزءا من قارة "مو" الأسطورية الغارقة، وأنه بني على اليابسة قبل أن يغمره البحر بسبب ارتفاع منسوب المياه في نهاية العصر الجليدي. | يشيرون إلى أن الحجر الرملي بطبيعته يميل إلى التكسر على طول مستويات مسطحة، مما يخلق وهما بوجود بناء اصطناعي. |
وتستمر وسائل الإعلام العالمية، بما في ذلك ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، في متابعة هذا الجدل العلمي الشيق، الذي يمثل مواجهة بين التفسيرات التقليدية والنظريات الجريئة التي قد تغير فهمنا للتاريخ.[5]
أهمية الاكتشاف وتأثيره المستقبلي
بغض النظر عن أصله الحقيقي، فإن هرم يوناغوني يمثل اكتشافا ذا أهمية قصوى. فإذا كان طبيعيا، فهو مثال جيولوجي فريد ورائع. أما إذا كان من صنع الإنسان، فإن آثاره ستكون مدوية:
- إعادة كتابة التاريخ: سيثبت وجود حضارة متقدمة ومجهولة سبقت الحضارات المعروفة بآلاف السنين.
- فهم جديد للهجرات البشرية: قد يقدم أدلة جديدة على كيفية استيطان البشر للجزر اليابانية والمناطق المحيطة بها.
- تطور علم الآثار المغمورة: سيحفز الاكتشاف المزيد من الأبحاث والاستكشافات في أعماق المحيطات، التي لا تزال تخفي الكثير من الأسرار.
تحليل شخصي: نرى أن القيمة الحقيقية لهرم يوناغوني في هذه المرحلة تكمن في الأسئلة التي يطرحها أكثر من الإجابات التي يقدمها. إنه يجبرنا على التفكير خارج الصندوق، وعلى التواضع أمام اتساع التاريخ البشري وتعقيداته. سواء كان معبدا قديما أو مجرد صخرة غريبة، فقد نجح بالفعل في إثارة خيالنا ودفع حدود معرفتنا.[4]
في النهاية، يبقى هرم يوناغوني الغارق في أعماق المياه اليابانية لغزا أثريا كبيرا ينتظر المزيد من البحث والدراسة. إنه يقف كشاهد صامت على الماضي السحيق، متحديا مفاهيمنا الحالية عن التاريخ والزمن. وبينما يستمر الجدل العلمي، يظل العالم يراقب بترقب، على أمل أن تكشف الدراسات المستقبلية عن حقيقة هذا الهيكل العظيم وما إذا كان بالفعل فصلا مفقودا من قصة الحضارة البشرية.
















