تم النسخ!
هؤلاء يحق لهم الحصول على وحدات بديلة وفق قانون الإيجار القديم
في خضم الجدل المجتمعي والقانوني الدائر حول تعديلات قانون الإيجار القديم، يبرز بند هام يمثل طوق نجاة للعديد من الأسر المصرية، وهو الحق في الحصول على وحدة سكنية بديلة من الدولة. ينص قانون الإيجار القديم الجديد على منح كل مستأجر أصلي أو من امتد إليه عقد الإيجار قانونا، الحق في التقدم بطلب للحصول على وحدة بديلة، سواء بنظام الإيجار أو التمليك، ضمن مشروعات الإسكان التي توفرها الدولة. يأتي هذا النص التشريعي كجزء من محاولة المشرع لتحقيق توازن دقيق بين حقوق الملاك في استعادة ممتلكاتهم وحقوق المستأجرين في الحصول على سكن لائق ومستقر، خاصة في ظل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية المعقدة المرتبطة بهذا الملف الشائك. من خلال خبرتنا في متابعة التشريعات العقارية، ندرك أن هذا البند لا يهدف فقط إلى حل مشكلة فردية، بل يسعى لمعالجة ظاهرة اجتماعية واسعة التأثير.
تحليل شخصي: نرى أن هذا البند الخاص بالوحدات البديلة هو حجر الزاوية في فلسفة القانون الجديد، حيث يعترف بأن إنهاء العلاقة الإيجارية القديمة لا يمكن أن يتم بشكل مفاجئ دون توفير بديل آمن للمستأجر. إنه يمثل شبكة أمان اجتماعي تهدف إلى منع حدوث أزمات سكنية واسعة النطاق، ويحول جزءا من مسؤولية حل المشكلة من الأفراد (الملاك والمستأجرين) إلى الدولة، باعتبارها المسؤولة عن توفير الحق في السكن لمواطنيها.
![]() |
| القانون الجديد يفتح الباب أمام المستأجرين للحصول على وحدات بديلة من الدولة |
شروط الاستحقاق: من هو المؤهل للحصول على وحدة بديلة؟
حدد القانون الجديد مجموعة من الشروط الأساسية والواضحة التي يجب توافرها في المتقدم للحصول على وحدة سكنية بديلة. هذه الشروط تهدف إلى ضمان وصول الدعم لمستحقيه الفعليين ومنع أي محاولات للتحايل. وفقا لنص القانون، يستند الاستحقاق إلى قوانين الإيجار السابقة، وتحديدا القانون رقم 49 لسنة 1977 والقانون رقم 136 لسنة 1981.[1]
وتشمل الشروط الأساسية ما يلي:
- صفة المستأجر: يجب أن يكون المتقدم هو المستأجر الأصلي للوحدة، أو من امتد إليه عقد الإيجار بشكل قانوني وفقا للقوانين السابقة.
- الإقامة الفعلية: يشترط أن يكون المتقدم مقيما بشكل فعلي ودائم في الوحدة المستأجرة، حيث إنها تمثل مسكنه الرئيسي هو وأسرته.
- عدم إغلاق الوحدة: ألا تكون الوحدة السكنية مغلقة لمدة تزيد عن عام دون وجود مبرر قوي ومقبول قانونا (مثل السفر للعمل أو العلاج).
- عدم امتلاك بديل: يجب ألا يمتلك المستأجر أو زوجته أو أولاده القصر وحدة سكنية بديلة صالحة لنفس الغرض في نطاق نفس المحافظة.
وهذا يشبه إلى حد كبير فلسفة الدعم السكني التي تتبعها الدولة في مشروعات الإسكان الاجتماعي، حيث يتم التحقق من عدم استفادة المتقدم من أي دعم سكني سابق لضمان العدالة الاجتماعية وتوجيه الموارد المحدودة إلى الفئات الأكثر احتياجا.
الإجراءات المطلوبة والأولويات المحددة
لضمان جدية الطلبات وسير العملية بسلاسة، وضع القانون إجراءات محددة يجب على المتقدمين اتباعها، بالإضافة إلى تحديد أولويات واضحة في عملية التخصيص.
| الإجراء / الأولوية | التفاصيل |
|---|---|
| تقديم إقرار رسمي | يجب على المتقدم تقديم إقرار رسمي موثق في الشهر العقاري يثبت التزامه الكامل بإخلاء وتسليم الوحدة المؤجرة فور استلامه للوحدة البديلة من الدولة.[2] |
| أولوية المستأجر الأصلي | يمنح القانون الأولوية المطلقة للمستأجر الأصلي الذي لا يزال على قيد الحياة ويقيم في الوحدة. |
| أولوية الأسر الممتد لها العقد | في المرتبة الثانية تأتي الأسر التي امتد إليها عقد الإيجار بشكل قانوني قبل تاريخ العمل بالقانون الجديد. |
يهدف هذا التنظيم إلى حماية حقوق المستأجرين الأكثر استحقاقا أولا، مع تنظيم العلاقة بينهم وبين الملاك بشكل يضمن توفير سكن ملائم ومستقر للجميع. وتتابع بوابات إعلامية مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة هذه التطورات التشريعية عن كثب لما لها من تأثير مباشر على حياة ملايين المواطنين.[5]
الهدف من التشريع وآثاره المستقبلية
إن الهدف الأسمى من هذا التنظيم هو تفكيك أزمة الإيجار القديم بشكل تدريجي ومنظم، مع تقليل الآثار الاجتماعية السلبية قدر الإمكان. من خلال توفير وحدات بديلة، تسعى الدولة إلى تحقيق عدة أهداف:
- تحقيق العدالة: إعادة التوازن للعلاقة بين المالك والمستأجر والتي اختلت على مدار عقود طويلة.[3]
- تحريك السوق العقاري: إعادة الوحدات المغلقة والمستغلة بشكل غير أمثل إلى السوق العقاري، مما يزيد من المعروض ويساهم في استقرار الأسعار.
- الحماية الاجتماعية: توفير مظلة حماية للفئات غير القادرة على تحمل تكاليف السكن في السوق الحر، ومنع تشريد الأسر.
تحليل شخصي: نرى أن نجاح هذا الجزء من القانون يعتمد بشكل كلي على قدرة الدولة على توفير عدد كاف من الوحدات البديلة الملائمة في توقيت مناسب. أي تأخير أو قصور في توفير هذه الوحدات سيؤدي إلى تعقيد الموقف وربما إفشال الهدف من التشريع. لذا، فإن التحدي الأكبر الآن هو تحد إداري ولوجستي يتطلب تنسيقا كاملا بين وزارة الإسكان والجهات المعنية الأخرى لترجمة النص القانوني إلى واقع ملموس.[4]
في الختام، يمثل الحق في الحصول على وحدة بديلة وفق قانون الإيجار القديم الجديد خطوة هامة نحو حل إحدى أكثر المشكلات الاجتماعية تعقيدا في مصر. ورغم أن الطريق لا يزال طويلا والتحديات قائمة، إلا أن وجود إطار قانوني واضح يحدد الحقوق والواجبات والشروط يمثل بداية صحيحة لمعالجة جذرية تهدف إلى تحقيق الاستقرار السكني والعدالة الاجتماعية لجميع الأطراف المعنية.
















