تم النسخ!
قانون الإيجار القديم: تعديلات حاسمة تنتصر للملاك وتسرّع الإخلاء
يمثل قانون الإيجار القديم أحد أكثر الملفات الشائكة في المجتمع المصري، حيث يمس حياة الملايين من الملاك والمستأجرين على حد سواء. وبعد عقود من الجدل والنزاعات القضائية التي لا تنتهي، جاءت التعديلات الأخيرة لترسم ملامح جديدة للعلاقة الإيجارية، وتضع حدا للعديد من الثغرات التي كانت تستغل للمماطلة. مؤخرا، انتصرت المحكمة للملاك في عدد من الدعاوي القضائية، مؤكدة على التطبيق الفوري للقانون الجديد الذي يتيح إخلاء الشقق المؤجرة بنظام الإيجار القديم في حالات محددة وواضحة، مما يعتبر تحولا جذريا في هذا الملف. من خلال متابعتنا المستمرة لتطورات هذا التشريع، يتضح أن الهدف هو إعادة التوازن المفقود إلى سوق العقارات المصري.
تحليل شخصي: نرى أن هذه التعديلات، رغم أنها قد تبدو قاسية على بعض المستأجرين الذين اعتادوا على استقرار زائف لعقود، إلا أنها خطوة ضرورية وجريئة لتصحيح تشوه عميق في سوق العقارات. فالقانون القديم جمد فعليا آلاف الوحدات السكنية وأخرجها من دائرة الاستثمار، مما أضر بالاقتصاد وأوجد حالة من الظلم الفادح للملاك. إن إعادة الحقوق لأصحابها، حتى لو بشكل متدرج، هو أساس العدالة والاستقرار المجتمعي على المدى الطويل.
![]() |
| المحكمة تحسم النزاع وتضع ضوابط جديدة لإخلاء شقق الإيجار القديم |
لا إيقاف للتنفيذ: القضاء يغلق باب المماطلة
كانت إحدى أكبر المشكلات التي تواجه الملاك في السابق هي طول أمد التقاضي. كان بإمكان المستأجر رفع دعوى قضائية لوقف تنفيذ حكم الإخلاء، مما يطيل النزاع لسنوات. التعديل الجديد جاء ليضع حدا لهذه الممارسة.
وفقا للقانون الجديد، فإن رفع المستأجر دعوى أمام المحكمة لم يعد يوقف تنفيذ أمر الإخلاء الصادر من قاضي الأمور الوقتية.[1] هذا يعني أنه بمجرد ثبوت سبب من أسباب الإخلاء المنصوص عليها، يصبح الطرد نافذا، مما يضمن سرعة استرداد المالك لحقه ويمنع أي تحايل أو مماطلة كانت تعطل العدالة.
وهذا يشبه إلى حد كبير الإجراءات المتبعة في القوانين التجارية الحديثة التي تهدف لتسريع وتيرة الفصل في النزاعات لضمان عدم تعطل حركة رأس المال والاستثمار. فكما أن المستثمر يحتاج إلى بيئة قانونية سريعة وفعالة، يحتاج مالك العقار أيضا إلى حماية سريعة لملكيته لكي يظل سوق العقارات جاذبا.
حالات الإخلاء الفوري بموجب المادة (7)
نصت المادة السابعة من القانون الجديد على حالتين رئيسيتين، إذا تحقق أي منهما، يلتزم المستأجر (أو من امتد إليه العقد) بإخلاء الوحدة السكنية المؤجرة فورا، بالإضافة إلى الأسباب التقليدية الأخرى المذكورة في القانون رقم 136 لسنة 1981.
| الحالة | الشرح والتفاصيل |
|---|---|
| ترك الوحدة مغلقة | إذا ثبت أن المستأجر ترك الشقة مغلقة لمدة تزيد عن عام كامل دون تقديم مبرر قانوني مقبول (مثل السفر للعمل أو العلاج بأوراق رسمية). هذا يثبت عدم حاجته للوحدة. |
| امتلاك وحدة بديلة | إذا تبين أن المستأجر (أو من امتد إليه العقد) يمتلك وحدة سكنية أخرى صالحة للاستخدام في نفس الغرض. الهدف من القانون القديم كان توفير مأوى لمن لا مأوى له، وامتلاك بديل يلغي هذا المبرر.[2] |
في حال امتناع المستأجر عن الإخلاء في أي من هاتين الحالتين، أصبح من حق المالك اللجوء مباشرة إلى قاضي الأمور الوقتية لإصدار أمر بطرد فوري، مع احتفاظ المالك بحقه في المطالبة بالتعويض إذا كان هناك ما يبرر ذلك.[3]
الأثر على سوق العقارات والعلاقة الإيجارية
من المتوقع أن يكون لهذه التعديلات تأثير عميق على سوق العقارات في مصر. فمن ناحية، ستشجع الملاك على صيانة عقاراتهم وعرضها للإيجار مرة أخرى بعد استردادها، مما قد يزيد من المعروض من الوحدات السكنية. ومن ناحية أخرى، ستدفع المستأجرين غير المحتاجين فعليا للوحدات إلى إخلائها، مما يحرر آلاف الشقق المغلقة.
أبرز الآثار المتوقعة:
- زيادة المعروض الإيجاري: تحرير الشقق المغلقة سيوفر وحدات جديدة في السوق، مما قد يساهم في استقرار القيمة الإيجارية على المدى الطويل.
- تحقيق العدالة: إعادة التوازن للعلاقة بين المالك والمستأجر، وإنهاء الظلم الواقع على الملاك لعقود طويلة.[4]
- استقرار قضائي: تقليل عدد القضايا المتعلقة بالإيجار القديم أمام المحاكم وتسريع وتيرة الفصل فيها.
ونرى أن الخطوة التالية يجب أن تركز على توفير بدائل سكنية مدعومة من الدولة للفئات غير القادرة التي قد تتأثر بهذه القرارات، لضمان أن يتم الإصلاح التشريعي دون التسبب في أزمة اجتماعية. فالحل لا يكمن فقط في تعديل القانون، بل في خلق منظومة سكنية متكاملة.
وكما تؤكد منصات إخبارية متخصصة مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، فإن هذه التطورات التشريعية تلقى اهتماما واسعا من الرأي العام، حيث يترقب الجميع كيفية تطبيقها على أرض الواقع.[5]
في الختام، يمكن القول إن التعديلات الأخيرة على قانون الإيجار القديم تمثل نقطة تحول تاريخية. لقد أنهت حالة من الجمود القانوني استمرت طويلا، وأعادت التأكيد على أن حق الملكية مصون، وأن استغلال القانون لتحقيق مكاسب غير عادلة لم يعد ممكنا. ومع بدء تطبيق هذه المواد بحسم، يدخل سوق العقارات المصري مرحلة جديدة عنوانها العدالة الناجزة وإعادة التوازن للعلاقة الإيجارية.
















