تم النسخ!
إصابات أوتار المأبض: التشخيص والعلاج وإعادة التأهيل
تعتبر إصابات أوتار المأبض، أو ما يعرف بتمزق العضلة الخلفية للفخذ، من الكوابيس التي تؤرق الرياضيين في مختلف الألعاب، خاصة تلك التي تتطلب انطلاقات سريعة ومفاجئة وتغيير اتجاهات مثل كرة القدم وسباقات العدو. هذه الإصابة لا تسبب ألما حادا وغيابا عن الملاعب فحسب، بل إنها أيضا من أكثر الإصابات عرضة للتكرار إذا لم يتم تأهيلها بشكل كامل وسليم. من خلال تجربتي في التعامل مع هذه الحالات، فإن مفتاح التعافي الناجح يكمن في التشخيص الدقيق لتحديد درجة الإصابة، واتباع برنامج تأهيل تدريجي ومدروس يعيد للعضلة قوتها ومرونتها.[1]
تحليل شخصي: نرى أن الجانب النفسي لإعادة تأهيل أوتار المأبض لا يقل أهمية عن الجانب البدني. يواجه الرياضي صراعا داخليا بين رغبته الشديدة في العودة السريعة للمنافسة والخوف من تكرار الإصابة. بناء الثقة في العضلة المصابة من خلال التقدم التدريجي والمدروس هو جزء حاسم من العلاج، وأي استعجال قد يهدم شهورا من العمل الشاق ويعيد اللاعب إلى نقطة الصفر.
⚠️ إخلاء مسؤولية طبية: هذا المحتوى ذو طبيعة توعوية ولا يشكل استشارة طبية احترافية ولا يغني بأي حال من الأحوال عن الاستشارة الطبية المهنية. يشدد بشكل قاطع على ضرورة استشارة الطبيب المعتمد قبل أي إجراء علاجي، لضمان التقييم الدقيق والمناسب لحالتك الفردية وسلامتك.
![]() |
|
|
في هذا المقال، الذي يتماشى مع التغطيات الطبية الرياضية التي تقدمها بوابات إخبارية مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، سنغوص في تفاصيل إصابات أوتار المأبض، ونستعرض كيفية تشخيصها بدقة، ونقدم الخطوط العريضة لبرامج العلاج وإعادة التأهيل الحديثة.[5]
فهم إصابة أوتار المأبض ودرجاتها
أوتار المأبض هي مجموعة من ثلاث عضلات كبيرة تقع في الجزء الخلفي من الفخذ، وتمتد من الحوض إلى أسفل الركبة. وظيفتها الأساسية هي ثني مفصل الركبة وبسط مفصل الفخذ. تحدث الإصابة عندما يتم شد هذه العضلات أو أوتارها بشكل مفرط، مما يؤدي إلى تمزق في أليافها.
تصنف هذه الإصابات عادة إلى ثلاث درجات بناء على شدتها:
| درجة الإصابة | وصف الإصابة والأعراض | فترة التعافي المتوقعة |
|---|---|---|
| الدرجة الأولى (خفيفة) | إجهاد أو تمزق دقيق لعدد قليل من الألياف العضلية. يسبب ألما خفيفا وشعورا بالضيق، لكن لا يوجد فقدان كبير في القوة. | 1 - 3 أسابيع |
| الدرجة الثانية (متوسطة) | تمزق جزئي في العضلة. يسبب ألما حادا وفوريا، وتورما، وفقدانا ملحوظا في القوة. قد يعاني الرياضي من صعوبة في المشي. | 4 - 8 أسابيع |
| الدرجة الثالثة (شديدة) | تمزق كامل للعضلة أو انفصالها عن العظم. يسبب ألما شديدا جدا، وتورما كبيرا، وكدمات واسعة. قد يسمع الرياضي أو يشعر "بفرقعة" وقت الإصابة. | 3 - 6 أشهر (قد تتطلب جراحة) |
التشخيص الدقيق: مفتاح خطة العلاج
يعتمد التشخيص الأولي على وصف الرياضي لآلية حدوث الإصابة والفحص السريري. سيقوم الطبيب بتقييم مدى الحركة، وتحديد مكان الألم بالضغط، وإجراء اختبارات قوة لتقييم وظيفة العضلات.
لتأكيد التشخيص وتحديد درجة الإصابة بدقة، غالبا ما يتم اللجوء إلى تقنيات التصوير.[2]
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): يمكن استخدامها لتقييم التمزقات، خاصة في الحالات الحادة، وهي سريعة وغير مكلفة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يعتبر المعيار الذهبي لتشخيص إصابات العضلات. يوفر صورا مفصلة للعضلات والأوتار والأنسجة المحيطة، مما يسمح بتحديد موقع التمزق وحجمه بدقة، وهو أمر حاسم لوضع خطة العلاج وتوقع مدة الغياب.
بروتوكول العلاج وإعادة التأهيل
تتطلب معظم إصابات أوتار المأبض (الدرجة الأولى والثانية) علاجا تحفظيا، بينما قد تحتاج إصابات الدرجة الثالثة (التمزق الكامل) إلى تدخل جراحي لإعادة توصيل العضلة.
وهذا يشبه إلى حد كبير بروتوكولات إعادة تأهيل الرباط الصليبي الأمامي (ACL). فكلاهما يتطلب مراحل متدرجة بوضوح، تبدأ باستعادة مدى الحركة والتحكم في الالتهاب، ثم تنتقل إلى التقوية التدريجية، وتنتهي بالتدريبات الوظيفية والعودة للرياضة. هذا النهج المنهجي أصبح أساس الطب الرياضي الحديث للتعامل مع الإصابات الكبرى.
برنامج إعادة التأهيل التحفظي يمر بمراحل متتالية:
- المرحلة الحادة (الأيام القليلة الأولى): الهدف هو حماية المنطقة المصابة وتقليل الألم والتورم. يتم تطبيق بروتوكول PRICE (الحماية، الراحة، الثلج، الضغط، الرفع).[3]
- مرحلة التعافي المبكر: بعد زوال الألم الحاد، يبدأ العلاج الطبيعي بتمارين لطيفة لاستعادة مدى الحركة بدون ألم وتمارين تقوية متساوية القياس (isometric) حيث تنقبض العضلة دون حركة المفصل.
- مرحلة التقوية: يتم إدخال تمارين تقوية تدريجية تستهدف عضلات المأبض والعضلات المحيطة بها (مثل عضلات الأرداف وأسفل الظهر). يتم التركيز على التمارين اللامركزية (eccentric exercises)، مثل تمرين الانزلاق النوردي (Nordic hamstring curl)، والتي أثبتت فعاليتها في تقوية العضلة والوقاية من تكرار الإصابة.[4]
- مرحلة العودة إلى الرياضة: في هذه المرحلة النهائية، يتم التركيز على التمارين الوظيفية التي تحاكي متطلبات رياضة اللاعب، مثل الجري التدريجي، وتغيير الاتجاه، والقفز. يجب أن تكون العودة للمنافسة الكاملة مشروطة باجتياز اختبارات وظيفية محددة دون الشعور بأي ألم.
في الختام، تعد إصابات أوتار المأبض تحديا كبيرا للرياضيين، ولكن مع التشخيص الصحيح وخطة إعادة التأهيل المنظمة، يمكن تحقيق الشفاء الكامل والعودة إلى الأداء الأمثل. من الضروري عدم الاستعجال في العودة إلى الملاعب والالتزام الكامل بتوجيهات الفريق الطبي، حيث أن إعادة التأهيل الناجحة لا تعالج الإصابة الحالية فحسب، بل تعمل أيضا كدرع واق من الإصابات المستقبلية.
















