تم النسخ!
تحرك مصري رفيع المستوى: رئيس المخابرات يبحث الملف اللبناني بباريس
في خطوة دبلوماسية تعكس الدور المحوري الذي تلعبه مصر في استقرار المنطقة، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن لقاءات هامة عقدها مدير المخابرات العامة المصرية، الوزير حسن محمود رشاد، مع عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين في العاصمة باريس خلال الأيام القليلة الماضية. تركزت المباحثات بشكل أساسي على تطورات الملف اللبناني والوضع الأمني المتوتر هناك، خاصة في ظل التصعيد الأخير بين القوات اللبنانية وحزب الله. من واقع خبرتنا في تحليل التحركات الدبلوماسية، فإن مثل هذه الزيارات رفيعة المستوى تشير إلى وجود قلق مشترك ورغبة حقيقية في احتواء الأزمات قبل تفاقمها، وتؤكد على عمق الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وباريس.
تحليل شخصي: نرى أن هذا التحرك المصري لا يمكن فصله عن سياسة القاهرة الثابتة تجاه لبنان، والتي تقوم على دعم مؤسسات الدولة ورفض التدخلات الخارجية وتشجيع الحوار بين كافة الأطراف. اختيار باريس كمكان لهذه المباحثات له دلالة رمزية وعملية، ففرنسا هي اللاعب الأوروبي الأكثر انخراطا في الشأن اللبناني. هذا التنسيق المصري الفرنسي يهدف إلى خلق زخم دولي وإقليمي يمكن أن يساهم في إيجاد مخرج للأزمة اللبنانية المعقدة.[1]
![]() |
| تنسيق مصري فرنسي رفيع المستوى لدعم الاستقرار في لبنان والمنطقة |
أهداف الزيارة: تهدئة التوترات ودعم الحوار
تأتي هذه اللقاءات في إطار جهد مصري متواصل لدعم الاستقرار في لبنان، ومنع انزلاقه نحو المزيد من الفوضى. ووفقا للمصادر، فإن المحادثات المصرية الفرنسية ركزت على عدة محاور رئيسية:
- تقييم الوضع الأمني: تبادل المعلومات والتقييمات حول خطورة التوترات الأخيرة بين القوات اللبنانية وحزب الله، وسبل منع تحولها إلى مواجهة مفتوحة.
- تسهيل الحوار الوطني: تسعى القاهرة إلى دعم مبادرة حوار وطني لبناني شامل، قد تلعب فرنسا دورا رائدا في تسهيله، بهدف التوصل إلى توافقات حول القضايا الخلافية الكبرى.
- دور التهدئة المصري: تأكيد مصر على استعدادها للعب دور الوسيط النزيه والفاعل لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين، مستفيدة من علاقاتها الجيدة مع جميع الأطراف.
تعتبر هذه الزيارة استكمالا لسلسلة من الاتصالات والتحركات الدبلوماسية التي قامت بها مصر على مدار الأشهر الماضية، والتي تهدف جميعها إلى الحفاظ على سيادة لبنان واستقراره ووحدة أراضيه.[2]
الدور المصري في الساحة اللبنانية: تاريخ من الوساطة
لمصر تاريخ طويل في التعامل مع الأزمات اللبنانية، حيث لعبت أدوارا هامة في فترات مختلفة، من الحرب الأهلية إلى اتفاق الطائف وما بعده. تعتمد الدبلوماسية المصرية على مبدأ "الحل اللبناني-اللبناني"، أي أن الحلول يجب أن تنبع من الداخل اللبناني دون إملاءات خارجية.
وهذا يشبه الدور الذي لعبته مصر في القضية الفلسطينية، حيث تعمل دائما كوسيط رئيسي وموثوق به بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا النموذج من الدبلوماسية الهادئة والفاعلة هو ما تحاول القاهرة تطبيقه الآن في لبنان، بالتعاون مع شركاء دوليين مثل فرنسا.[3]
وقد أشارت تغطيات إعلامية، مثل ما ورد في ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، إلى أن التحرك المصري يلقى ترحيبا من أطياف واسعة من الشعب اللبناني الذي يرى في مصر عمقا استراتيجيا وعربيا يمكن أن يساعد في تحقيق الاستقرار المنشود.[5]
| مبدأ الدبلوماسية المصرية | التطبيق في لبنان |
|---|---|
| دعم مؤسسات الدولة | التأكيد على دور الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية |
| تشجيع الحوار الداخلي | تسهيل ودعم أي مبادرة تجمع الأطراف اللبنانية على طاولة واحدة |
| رفض التدخلات الخارجية | الدعوة إلى احترام سيادة لبنان وقراره الوطني المستقل |
أهمية التنسيق المصري-الفرنسي
يمثل التنسيق بين القاهرة وباريس عاملا حاسما في إنجاح أي جهد دولي يخص لبنان. فكلا البلدين يمتلكان أدوات تأثير مختلفة ومتكاملة:
- مصر: تمتلك ثقلا إقليميا وعلاقات تاريخية مع كافة مكونات النسيج اللبناني، ودورا محوريا في جامعة الدول العربية.
- فرنسا: لها نفوذ تاريخي وسياسي في لبنان، وعلاقات قوية مع القوى الغربية، وقدرة على حشد الدعم المالي والاقتصادي.
تحليل شخصي: نرى أن هذا التعاون يبعث برسالة واضحة إلى جميع الأطراف الإقليمية والدولية بأن هناك محورا مصريا-فرنسيا جادا يسعى لتحقيق الاستقرار في لبنان، وأن أي محاولة لجر البلاد إلى الفوضى ستواجه بموقف دولي منسق. هذا التحرك الوقائي قد يكون كافيا في الوقت الحالي لردع أي طرف يفكر في التصعيد.[4]
في الختام، تؤكد زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى باريس أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يواجه لبنان تحديات وجودية. إنها دبلوماسية استباقية تهدف إلى بناء الجسور وتقريب المسافات ومنع الانهيار. وبينما تبقى النتائج النهائية لهذه الجهود مرهونة بتعقيدات المشهد اللبناني الداخلي والإقليمي، فإن التحرك المصري يمثل بصيص أمل وفرصة حقيقية يجب على اللبنانيين استثمارها للخروج من أزمتهم الطويلة.
















