تم النسخ!
قرار عاجل من القضاء بشأن دعوى وقف تنفيذ تعديلات الإيجار القديم
في تطور قضائي يترقبه ملايين المصريين، قررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، تأجيل أولى جلسات نظر الدعوى القضائية العاجلة التي تطالب بوقف تنفيذ وإلغاء تعديلات قانون الإيجار القديم، الصادرة بالقانون رقم 164 لسنة 2025. جاء قرار التأجيل إلى جلسة 22 نوفمبر المقبل لاستكمال المداولات وتقديم المذكرات، في قضية تثير جدلا واسعا لما لها من تبعات اجتماعية وقانونية عميقة. تستند الدعوى في أساسها إلى الدفع بعدم دستورية التعديلات الجديدة، ومخالفتها لمبادئ دستورية راسخة مثل مبدأ المساواة والحق في السكن اللائق.[1] من واقع خبرتنا في متابعة القضايا التي تمس الشأن العام، فإن هذا النوع من الدعاوى يكتسب أهمية خاصة لأنه لا يمثل فقط نزاعا بين أطراف، بل يعكس صراعا اجتماعيا واقتصاديا ممتدا لعقود طويلة، ويضع القضاء أمام مسؤولية تاريخية لتحقيق التوازن.
تحليل شخصي: نرى أن قرار التأجيل هو إجراء متوقع ومنطقي نظرا لحساسية القضية وتشعبها. فالمحكمة تحتاج إلى وقت كاف لدراسة كافة أبعاد الملف، من الناحية الدستورية والقانونية والاجتماعية. هذه القضية ليست مجرد تطبيق لنص قانوني، بل هي اختبار لقدرة النظام القضائي على الموازنة بين حقوق الملكية الخاصة التي كفلها الدستور، وبين مبدأ العدالة الاجتماعية ومتطلبات حماية الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.
![]() |
| محكمة القضاء الإداري تؤجل نظر دعوى وقف تعديلات قانون الإيجار القديم |
أسباب الطعن: "عدم الدستورية" وخطر "الطرد"
أكدت الدعوى القضائية أن تطبيق التعديلات الجديدة سيؤدي حتما إلى طرد آلاف الأسر المصرية من منازلها التي تقيم فيها منذ عقود، وذلك بعد انتهاء المدد الانتقالية التي حددها القانون لإنهاء العقود. يرى مقيمو الدعوى أن هذا الأمر يتعارض بشكل مباشر مع الحماية التي يوفرها الدستور للحق في السكن.
ترتكز الدفوع الرئيسية في الدعوى على:
- مخالفة مبدأ المساواة: حيث يخلق القانون مراكز قانونية غير متكافئة بين المواطنين، ويحمل فئة المستأجرين وحدها تبعات التغيير التشريعي.
- الإخلال بالحق في السكن: تعتبر الدعوى أن إنهاء العقود بشكل قسري دون توفير بديل حقيقي ومناسب يمثل تهديدا للاستقرار الأسري والسلم الاجتماعي.[2]
- غياب العدالة الاجتماعية: حيث إن القانون، من وجهة نظر الطاعنين، ينحاز بشكل واضح لحقوق الملاك على حساب المستأجرين الذين يمثلون في الغالب الشريحة الأقل قدرة اقتصاديا.
وهذا يشبه إلى حد كبير المعارك القانونية التي صاحبت قوانين الإصلاح الاقتصادي في العديد من الدول، حيث يتم الطعن في دستورية القوانين التي قد تؤدي إلى إزالة أشكال من الدعم أو الحماية الاجتماعية التي كانت قائمة لعقود، مما يضع المحاكم الدستورية والإدارية في مواجهة مباشرة مع سياسات الحكومات التشريعية.
أبرز ملامح التعديلات الجديدة المثيرة للجدل
تتضمن التعديلات الجديدة، التي أثارت هذا الجدل الكبير، مجموعة من المواد التي تهدف إلى إنهاء العلاقة الإيجارية القديمة بشكل تدريجي.
| المادة | المحتوى |
|---|---|
| مدة انتهاء العقود | تنص التعديلات على انتهاء عقود الإيجار السكنية تلقائيا بعد مرور سبع سنوات من تاريخ بدء تطبيق القانون.[3] |
| تقسيم المناطق | تنظيم المناطق السكنية إلى ثلاث فئات (متميزة، متوسطة، اقتصادية) بهدف ضبط القيمة الإيجارية خلال الفترة الانتقالية وفق معايير محددة. |
| لجان الحصر والتقسيم | فرض تشكيل لجان متخصصة في كل محافظة تكون مسؤولة عن حصر الوحدات وتقسيم المناطق وتحديد القيم الإيجارية الجديدة. |
هذا الصراع القانوني يتابعه الرأي العام عن كثب، كما تغطيه بوابات إخبارية شاملة مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، التي ترصد التبعات المحتملة لهذه القرارات على المواطنين.[5]
مستقبل غامض ينتظر الملاك والمستأجرين
يثير هذا الوضع القانوني حالة من القلق والترقب لدى طرفي العلاقة الإيجارية. فبينما يرى الملاك في القانون الجديد أملا طال انتظاره لاستعادة ممتلكاتهم وتحقيق عائد عادل منها، يراه المستأجرون تهديدا خطيرا لاستقرارهم السكني والأسري.
تحليل شخصي: نرى أن حكم محكمة القضاء الإداري في هذه الدعوى، ومن بعده الحكم المرتقب من المحكمة الدستورية العليا في الطعون المماثلة، سيكون له أثر تاريخي. إما أن يقر القضاء دستورية القانون ويمضي التنفيذ قدما، مما سيحدث تغييرا جذريا في خريطة الإسكان في مصر، أو أن يقضي بعدم دستورية بعض أو كل نصوصه، مما يعيد الملف إلى نقطة الصفر ويتطلب من المشرع إعادة صياغة القانون بشكل يراعي الملاحظات القضائية. في كلتا الحالتين، نحن أمام مرحلة حاسمة في تاريخ أزمة الإيجار القديم.[4]
في الختام، ومع تأجيل المحكمة لنظر الدعوى، تدخل قضية الإيجار القديم مرحلة جديدة من الانتظار. الأنظار كلها تتجه الآن إلى جلسة 22 نوفمبر، التي قد تشهد تطورات هامة في مسار هذه المعركة القانونية. ويبقى الأمل معقودا على أن تصل العدالة إلى حكم يوازن بين كافة الحقوق ويحافظ على استقرار المجتمع، ويضع نهاية منصفة لهذا الملف الذي طال أمده وأرهق الملايين من المصريين.
















