تم النسخ!
حنان مطاوع عن "هابي بيرث داي": مشهد الغرق كان موتا حقيقيا
أعربت النجمة حنان مطاوع عن فخرها العميق وسعادتها الكبيرة بمشاركتها في فيلم «هابي بيرث داي»، الذي يمثل علامة فارقة في مسيرتها الفنية، ليس فقط لعمق قضيته الإنسانية، ولكن أيضا لحجم التحديات التي واجهت فريق العمل. وفي إطلالة إعلامية مؤثرة، كشفت مطاوع عن كواليس وتفاصيل تجسيدها لشخصية مركبة تعاني من قسوة الحياة، مشيدة بكل عناصر الفيلم، من الإخراج المتميز لسارة جوهر، والسيناريو الاستثنائي الذي صاغه محمد دياب وسارة جوهر، إلى الأداء الملفت لمواهب الأطفال المشاركين. من خلال متابعتي الدقيقة للمشهد الفني، أستطيع القول إن الأدوار التي تختارها حنان مطاوع تعكس نضجا فنيا وشجاعة في طرق قضايا مسكوت عنها، وهو ما يجعل أعمالها تترك بصمة لا تمحى في ذاكرة المشاهد.
تحليل شخصي: نرى أن جرأة حنان مطاوع في اختيار هذا الدور الصعب تعكس وعيا فنيا بأهمية السينما كمرآة للمجتمع. فالفيلم لا يكتفي بسرد قصة، بل يغوص في أعماق قضية "عمالة الأطفال" الشائكة، وهو ما يتطلب من الممثل ليس فقط تقمص الشخصية، بل معايشتها بكل آلامها وتحدياتها. إن قدرة الممثل على تحمل الصعاب الجسدية والنفسية من أجل إيصال رسالة صادقة هو جوهر الفن الحقيقي، وهو ما أثبتته مطاوع وفريق العمل في هذا الفيلم.[1]
![]() |
| حنان مطاوع تكشف عن التحديات الجسدية والنفسية لتصوير "هابي بيرث داي" |
في هذا المقال، نغوص في كواليس فيلم "هابي بيرث داي" من خلال عيون بطلته، ونسلط الضوء على القضية الشائكة التي يطرحها، والتحديات غير المسبوقة التي واجهت صناعه، وكيف تحولت الصعاب إلى دافع لتقديم عمل فني مؤثر وخالد.
قضية "عمالة الأطفال": قسوة لم تكن في الحسبان
خلال حديثها مع الإعلامية لميس الحديدي، تطرقت حنان مطاوع إلى جوهر الفيلم، وهو قضية "عمالة الأطفال" التي يجسدها من خلال قصة طفلة تعمل كخادمة. اعترفت مطاوع بأنها قبل هذا العمل «لم تكن تتخيل أن هناك مهنة بهذه القسوة».[2] هذا التصريح يكشف عن الصدمة التي عاشتها أثناء التحضير للدور، وكيف أن الفن يمكن أن يكون نافذة تطل على عوالم من المعاناة قد لا نراها في حياتنا اليومية.
وقد وجهت تحية تقدير عميقة لكل «سيدة شجاعة تعمل» في ظروف مشابهة، واصفة حياتهن بأنها معركة يومية للبقاء: «هناك حبل مربوط، لو فلت هذا الحبل تغرق، لمجرد أنها تجلب قوت يومها هي وأولادها».[1] ولتتمكن من تجسيد هذه المعاناة بصدق، شددت مطاوع على أنها كانت بحاجة ماسة لمشاهدة نماذج حقيقية لهؤلاء السيدات، ليس لتقليدهن، بل لـ «تحاول الاقتراب من أرواحهن أكثر»، في دلالة على عمق المنهج الذي تتبعه في بناء شخصياتها.
| العنصر | التفاصيل |
|---|---|
| اسم الفيلم | هابي بيرث داي |
| القضية الرئيسية | عمالة الأطفال والحياة القاسية للنساء العاملات |
| مخرجة العمل | سارة جوهر |
| كتابة السيناريو | محمد دياب وسارة جوهر |
مشهد الموت: 10 ساعات من التجمد في مياه النيل
تصل التحديات إلى ذروتها في أحد أكثر مشاهد الفيلم قسوة وتأثيرا، وهو المشهد الذي كادت فيه شخصيتها «نادية» أن تفقد ابنتها غرقا، وهي نفس الطريقة المأساوية التي مات بها زوجها. وصفت حنان مطاوع هذا المشهد بأنه كان «مشهد موت» بكل ما تحمله الكلمة من معنى.[3]
وهذا يشبه إلى حد كبير ما يرويه الممثلون العالميون عن تجاربهم في أفلام مثل "The Revenant"، حيث اضطر ليوناردو دي كابريو للتصوير في ظروف جليدية قاسية لتقديم أداء واقعي. إن هذه التضحيات الجسدية هي التي تفصل بين التمثيل الجيد والأداء الأسطوري، وتؤكد أن صناعة السينما ليست مجرد بريق وأضواء، بل هي عمل شاق يتطلب تفانيا مطلقا.
تم تصوير هذا المشهد في ظروف بالغة الصعوبة بمنطقة القناطر الخيرية، خلال طقس مارس البارد. وكشفت مطاوع أن فريق العمل اضطر للنزول والبقاء في مياه النيل لمدة 10 ساعات متواصلة. البرودة القارسة أدت إلى تجمد أجسادهم لدرجة أن الكاميرا نفسها تعطلت. وفي لفتة إنسانية وقيادية، لم تتردد المخرجة سارة جوهر في النزول بملابسها إلى المياه لمساندة فريقها ورفع معنوياتهم، مما يعكس روح الفريق والتكاتف خلف الكواليس، وهي قصص غالبا ما تسلط عليها الضوء بوابات إخبارية فنية مثل ربخا نيوز تايم الإخبارية | بوابة إعلامية شاملة، التي تهتم بإبراز الجانب الإنساني في صناعة الفن.[5]
أمومة مكبوتة ولحظة فارقة
على الرغم من الألم الجسدي والتجمد، أكدت حنان مطاوع أن كل ما كان يهمها في تلك اللحظات هو الحفاظ على تركيزها الكامل في الأداء. فهذا المشهد لم يكن مجرد تحد جسدي، بل كان يمثل «لحظة فارقة» في حياة شخصية «نادية».[4]
شخصية "نادية"، كما وصفتها مطاوع، هي أم لا تملك «رفاهية ممارسة الأمومة الطبيعية من الحضن والقبلات» بسبب طاحونة الحياة القاسية التي تعيشها. إنها تكبت مشاعرها باستمرار من أجل البقاء. وبالتالي، كان مشهد محاولة إنقاذ ابنتها من الغرق هو «من اللحظات القليلة جدا التي تظهر فيها أمومتها» بشكلها الفطري الخام. لقد كانت لحظة انفجار لكل المشاعر المكبوتة، وهو ما تطلب منها استحضار طاقة عاطفية هائلة في ظل ظروف جسدية شبه مستحيلة.
تحليل شخصي: نرى أن هذا العمق في فهم الشخصية هو ما يميز حنان مطاوع. هي لم تؤدِ دور أم تنقذ ابنتها، بل جسدت لحظة تحول نفسي لشخصية مسحوقة تجد قوتها الكامنة في مواجهة الفقد للمرة الثانية. هذا الأداء المركب الذي يجمع بين الانهيار الجسدي والانفجار العاطفي هو ما يصنع المشاهد السينمائية الخالدة التي تبقى في وجدان الجمهور طويلا بعد مغادرة صالة العرض.
في الختام، يكشف حديث حنان مطاوع عن كواليس "هابي بيرث داي" عن حجم الجهد والتضحية المبذولين خلف الشاشات لتقديم عمل فني صادق ومؤثر. إنه ليس مجرد فيلم، بل هو شهادة على قسوة الحياة، وقوة الأمومة، وتفاني فنانين يؤمنون بأن الفن رسالة قادرة على تغيير الوعي وإلقاء الضوء على المهمشين. إن تجربة تصوير هذا الفيلم، بكل ما فيها من معاناة وتحديات، هي بحد ذاتها قصة تستحق أن تروى عن الشغف والإصرار في مواجهة المستحيل لتقديم فن يحترم عقل ووجدان المشاهد.
