القائمة الرئيسية

الصفحات

جارٍ تحميل البيانات...
جديد
إكتشف مواضيع متنوعة

جاري تحميل المواضيع...
×

إقرأ الموضوع كاملاً من المصدر
فيديوهات من قلب الحدث

نيبال تغلي: قمع دموي لاحتجاجات جيل Z يهز الحكومة

+حجم الخط-

تم النسخ!

قمع مميت في نيبال: مقتل 19 في احتجاجات جيل Z ضد الفساد

في تصعيد مروع للأحداث، استخدمت الشرطة النيبالية القوة المميتة لقمع احتجاجات شبابية واسعة النطاق في 8 سبتمبر 2025، مما أسفر عن مقتل 19 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 300 آخرين، وفقا لبيان صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش. اندلعت هذه المظاهرات، التي قادها شباب يعرفون أنفسهم باسم جيل Z، كرد فعل على قرار حكومي مفاجئ بحظر شامل لوسائل التواصل الاجتماعي، لكنها سرعان ما تحولت إلى صرخة غضب عارمة ضد الفساد السياسي والمحسوبية المستشرية في البلاد. من خلال خبرتي في تغطية الحركات الاحتجاجية حول العالم، يتضح أن استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين، خاصة الشباب، غالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية ويزيد من تأجيج الغضب الشعبي بدلا من إخماده.

احتجاجات جيل Z في نيبال ضد الفساد
الشرطة النيبالية تواجه احتجاجات الشباب بالقوة المميتة في كاتماندو


دعت هيومن رايتس ووتش السلطات النيبالية إلى إجراء تحقيق فوري ونزيه في استخدام الشرطة للقوة، ومحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات. وفي حين تراجعت الحكومة عن قرار حظر وسائل التواصل، إلا أن العنف الذي شهدته شوارع كاتماندو ومدن أخرى قد أشعل أزمة سياسية عميقة، بدأت أولى تداعياتها باستقالة وزير الداخلية وسط دعوات لحل الحكومة الائتلافية.

تفاصيل القمع الدموي وشهادات مروعة

كان يوم الثامن من سبتمبر يوما داميا في تاريخ نيبال الحديث. تحولت شوارع العاصمة كاتماندو إلى ساحة مواجهة بين آلاف الشباب، الذين كان العديد منهم يرتدون الزي المدرسي، وقوات شرطة تلقت أوامر بالرد بقوة.

وفقا لروايات شهود عيان ومنظمات حقوقية، استخدمت الشرطة تكتيكات قمعية عنيفة لمواجهة المتظاهرين:

  • استخدام الذخيرة الحية: أكدت هيومن رايتس ووتش أن الشرطة أطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين، خاصة بعد أن حاول بعضهم تسلق الجدار الخارجي للبرلمان.
  • خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع: قبل استخدام الرصاص الحي، واجهت الشرطة الحشود بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقهم.
  • استهداف المستشفيات: في انتهاك صارخ للقانون الإنساني، أفادت تقارير بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع في مستشفى كاتماندو المدني، حيث كان يتم نقل الجرحى.
  • انتشار العنف: لم يقتصر إطلاق النار على العاصمة، بل امتد إلى مدن أخرى مثل إيتاهاري في جنوب شرق نيبال، حيث سقط قتيلان على الأقل.

نقلت هيومن رايتس ووتش عن أحد شهود العيان قوله: "لقد شهدت الاحتجاج والقمع. أطلقت قوات الأمن النار مباشرة على الطلاب. أصيب العديد وقتل البعض".

يلخص الجدول التالي الأحداث الرئيسية التي أدت إلى هذه المأساة:

التاريخ الحدث النتيجة
4 سبتمبر 2025الحكومة تعلن حظر 26 منصة تواصل اجتماعيإثارة غضب شعبي واسع، خاصة بين الشباب
8 سبتمبر 2025انطلاق احتجاجات "جيل Z" في كاتماندو ومدن أخرىقمع عنيف من الشرطة باستخدام الذخيرة الحية
9 سبتمبر 2025الإعلان عن حصيلة الضحايا واستقالة وزير الداخليةمقتل 19 وإصابة 300، وتصاعد الأزمة السياسية

شرارة الغضب: حظر وسائل التواصل الاجتماعي والفساد المتجذر

على الرغم من أن قرار حظر 26 منصة تواصل اجتماعي، بما في ذلك فيسبوك، واتساب، إكس (تويتر سابقا)، ويوتيوب، كان الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات، إلا أن نيران الغضب كانت متقدة تحت الرماد منذ فترة طويلة.

بررت الحكومة قرارها بأن هذه المنصات فشلت في التسجيل لدى السلطات بحلول الموعد النهائي المحدد، وأن التسجيل ضروري لأغراض ضريبية وتنظيمية. لكن النقاد والمعارضة اعتبروا القرار ستارا لفرض الرقابة وخنق حرية التعبير.

جاء هذا القرار ليصب الزيت على نار السخط الشعبي المتزايد، خاصة بين فئة الشباب، من القضايا التالية:

  1. الفساد المستشري: يعاني المواطنون من تفشي الفساد في كافة مؤسسات الدولة، مما يعيق التنمية ويقوض ثقة الجمهور في النخبة السياسية.
  2. المحسوبية والبيروقراطية: يشعر الشباب بالإحباط من انتشار المحسوبية التي تحرمهم من الفرص بناء على الكفاءة، بالإضافة إلى الإجراءات البيروقراطية المعقدة.

ومن المفارقات أن حظر وسائل التواصل الاجتماعي جاء بنتائج عكسية تماما، حيث انتشرت مقاطع فيديو مروعة تظهر عنف الشرطة وإطلاقها النار على متظاهرين سلميين بشكل فيروسي عبر الإنترنت، مما أثار موجة غضب دولية ومحلية أكبر.

تداعيات سياسية وأفق غامض

أدى القمع الدموي للاحتجاجات إلى زلزال سياسي عنيف. فقد أعلن وزير الداخلية، راميش ليكاخ، استقالته، بينما تصاعدت الدعوات داخل الائتلاف الحاكم لبعض الأحزاب بالانسحاب من الحكومة، مما يهدد بسقوطها.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء ك. ب. شارما أولي عن "حزنه" للعنف، لكنه ألقى باللوم على "جماعات ذات مصالح خاصة"، وهو تصريح اعتبره الكثيرون محاولة للتنصل من المسؤولية وتجاهل المطالب الحقيقية للمحتجين.

دعت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية إلى ضبط النفس واحترام الحق في التجمع السلمي، مشددة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن العنف. إن الأزمة الحالية تضع نيبال على مفترق طرق حرج. فإما أن تستجيب السلطات لمطالب الشباب بإجراء إصلاحات حقيقية ومكافحة الفساد ومحاسبة المسؤولين عن القتل، أو أن تواصل سياسة القمع التي قد تدفع البلاد نحو دوامة من العنف وعدم الاستقرار.

في الختام، كشفت احتجاجات جيل Z في نيبال عن هوة سحيقة بين الشباب الطامح للتغيير ونخبة سياسية متهمة بالفساد والتشبث بالسلطة. إن إطلاق النار على الطلاب والمتظاهرين السلميين ليس فقط جريمة بشعة، بل هو مؤشر على فشل الدولة في احتواء غضب مواطنيها والاستماع إليهم. وتظل الدعوات لتحقيق العدالة للضحايا وإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب هي السبيل الوحيد لتجنب تكرار هذه المأساة. إن عدم كسر ثقافة الإفلات من العقاب سيجعل مستقبل نيبال محفوفا بالمخاطر.

المصادر

جودة المحتوى وموثوقيته - التزامنا الكامل بمعايير E-E-A-T

تنويه:
معتمد من المحررين

تم إعداد هذا المحتوى بعناية وتدقيق شامل من قبل فريق التحرير لدينا بالاعتماد على مصادر موثوقة ومتحقق منها، مع الالتزام الكامل بمعايير جوجل E-E-A-T الصارمة، لضمان أعلى مستويات الدقة والموثوقية والحيادية.

Notice: Editor-approved

This content has been carefully prepared and thoroughly reviewed by our editorial team, based on trusted and verified sources, with full adherence to Google's stringent E-E-A-T standards to ensure the highest levels of accuracy, reliability, and impartiality.

أسئلة متعلقة بالموضوع
أضف تعليقك هنا وشاركنا رأيك
أضف تقييم للمقال
0.0
تقييم
0 مقيم
التعليقات
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
نهى يسرى

محررة صحفية وكاتبة | أسعى لتقديم محتوى مفيد وموثوق. هدفى دائما تقديم قيمة مضافة للمتابعين.

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

اكتب تعليقك هنا - للعلم - التعليقات المسيئة سيتم حذفها