https://rbkanews.blogspot.com/2025/08/taadilat-qanun-alaijar-alqadeem-alsisi-wataathir-alaa-almalaak.html
تم النسخ!
السيسي يصدق على تعديلات قانون الإيجار القديم: ما مصير الملاك والمستأجرين؟
في خطوة ترسم ملامح جديدة لسوق العقارات في مصر، صدّق الرئيس عبد الفتاح السيسي على تعديلات قانون الإيجار القديم، وهو الأمر الذي طال انتظاره وأثار جدلاً واسعاً بين الملاك والمستأجرين على مدار السنوات الماضية. تهدف هذه التعديلات إلى إيجاد توازن بين حقوق الطرفين وتنظيم السوق العقاري بما يخدم المصلحة العامة. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح: ما هي التغييرات الملموسة التي ستحدث على أرض الواقع؟ ومتى سيتم تطبيق القانون؟ وهل سيتم إخلاء العقارات بشكل فوري أم وفقاً لجدول زمني محدد؟ بصفتي متابعاً للشأن التشريعي والاقتصادي المصري، أرى أن هذه التعديلات تمثل نقطة تحول هامة تتطلب دراسة متأنية لتداعياتها.
[1]
![]() |
تعديلات قانون الإيجار القديم: نظرة على مستقبل العلاقة بين الملاك والمستأجرين |
نطاق التعديلات: من يشملهم القانون الجديد؟
وفقاً للتعديلات التي تم التصديق عليها، يقتصر تطبيق القانون الجديد على الأماكن المؤجرة للأشخاص الاعتباريين، والتي تشمل الشركات والجهات الحكومية والجمعيات، والتي تستخدم في أغراض غير السكن. ووفقاً للقانون، تبدأ فترة العد التنازلي لانتهاء عقود الإيجار لتلك الجهات خلال خمس سنوات من تاريخ العمل بالقانون، مع زيادة القيمة الإيجارية السنوية بنسبة 15% في كل عام.
[2]
أما بالنسبة للعقارات المؤجرة للأشخاص الطبيعيين لأغراض السكن، تنص التعديلات على زيادة القيمة الإيجارية لهذه الوحدات بنسبة 15% سنوياً لمدة سبع سنوات، والتي تعتبر فترة انتقالية تبدأ من تاريخ نشر القانون في الجريدة الرسمية.
التطبيق التدريجي: الفرص والتحديات
يرى الخبراء أن تطبيق التعديلات بشكل تدريجي يمنح المستأجرين الوقت الكافي لترتيب أوضاعهم، ويقلل من حدة الخلافات مع الملاك. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور أحمد القرماني، الخبير القانوني، في تصريحات لبوابة الأهرام، أن "القانون الجديد يعتبر بداية لتصحيح تشوهات تاريخية في سوق الإيجارات، ولكنه بحاجة إلى متابعة تنفيذية دقيقة، خاصة فيما يتعلق بحصر العقارات المعنية".
[3]
ومن أبرز التحديات التي تواجه تطبيق القانون هو غياب قاعدة بيانات دقيقة حول العقارات الخاضعة لعقود الإيجار القديم، مما قد يفتح الباب أمام التلاعب أو التأخير في التنفيذ. لذا، من الضروري وضع آليات فعالة لجمع البيانات وتحديثها بشكل مستمر لضمان تطبيق القانون بشكل عادل وشفاف.
ترحيب وتحفظ: ردود فعل متباينة
فيما استقبل عدد كبير من ملاك العقارات هذا القرار بترحيب واسع، معتبرين أنه يعيد إليهم حقوقاً ظلت مجمدة لعقود طويلة، أعرب بعض المستأجرين عن قلقهم بشأن ارتفاع الإيجارات بشكل مفاجئ، أو صعوبة إيجاد بدائل سكنية مناسبة.
هذه المخاوف تعكس الحاجة إلى توفير حماية اجتماعية للمستأجرين الأكثر تضرراً، من خلال برامج دعم الإيجار أو توفير وحدات سكنية بأسعار معقولة.
الحكومة: لا مساس بالفئات الأولى بالرعاية
أكدت الحكومة أن التعديلات الجديدة لا تهدف إلى الإضرار بمحدودي الدخل أو المستأجرين السكنيين. وأشار بيان صادر عن وزارة الإسكان إلى أن الدولة ملتزمة بتوفير بدائل سكنية للمواطنين غير القادرين، وذلك من خلال مشروعات الإسكان الاجتماعي. كما أكدت الوزارة على استمرار الحوار المجتمعي بشأن مستقبل العلاقة الإيجارية في القطاع السكني، بهدف الوصول إلى حلول توافقية تراعي مصالح جميع الأطراف.
[4]
الجهة المستأجرة | نوع العقار | التعديلات |
الأشخاص الاعتباريون (شركات، جهات حكومية، جمعيات) | الأماكن المستخدمة في غير أغراض السكن | انتهاء العلاقة الإيجارية خلال 5 سنوات، وزيادة القيمة الإيجارية السنوية بنسبة 15% كل عام |
الأشخاص الطبيعيون | العقارات المؤجرة لأغراض السكن | زيادة القيمة الإيجارية بنسبة 15% سنوياً لمدة 7 سنوات (فترة انتقالية) |
تحول حاسم: نظرة إلى المستقبل
تعتبر التعديلات الجديدة لقانون الإيجار القديم بمثابة تحول حاسم في ملف ظل عالقاً لعقود طويلة. وبينما يتطلع الملاك إلى استعادة حقوقهم، يترقب المستأجرون تأثير هذه التعديلات على ظروفهم المعيشية. وفي ظل هذه التطورات، يصبح من الضروري تفعيل آليات للحوار والتوافق بين جميع الأطراف المعنية، من أجل تحقيق الاستقرار في سوق العقارات وضمان حقوق الجميع.
[5]
بصفتي مراقبًا لهذه التطورات، أرى أن نجاح هذه التعديلات يعتمد على قدرة الحكومة على تحقيق التوازن بين مصالح الملاك والمستأجرين، وتوفير الدعم اللازم للفئات الأكثر احتياجاً. تطبيق هذه التعديلات يتطلب أيضًا جهودًا كبيرة في التوعية والتثقيف القانوني، لضمان فهم جميع الأطراف لحقوقهم وواجباتهم. كما أن تطوير آليات فعالة لفض المنازعات يمكن أن يساهم في تقليل التوترات وتسريع عملية الانتقال إلى نظام إيجاري أكثر عدالة واستدامة.
من الجدير بالذكر أن بعض الدراسات أشارت إلى أن تطبيق هذه التعديلات قد يؤدي إلى زيادة المعروض من الوحدات السكنية المتاحة للإيجار، مما قد يخفف من الضغط على الأسعار في المدى الطويل. ومع ذلك، يبقى من الضروري مراقبة السوق العقاري عن كثب، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي لأي ممارسات احتكارية أو تلاعب بالأسعار.
[6]
وفي الختام، يمكن القول إن تعديلات قانون الإيجار القديم تمثل خطوة جريئة نحو إصلاح سوق العقارات في مصر، ولكنها تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لتحقيق أهدافها المنشودة.
المصادر
- [1] - بوابة الأهرام: ماذا بعد تصديق الرئيس على تعديلات قانون الإيجار القديم؟
- [2] - اليوم السابع: الرئيس السيسى يصدّق على قانون الإيجار القديم.. إنفوجراف
- [3] - نيوز رووم: بعد تصديق الرئيس.. أبرز 10 مواد في قانون الإيجار القديم
- [4] - EgyIn: النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد تصديق الرئيس السيسي عليه
- [5] - العين الإخبارية: بعد تصديق السيسي.. رسميا مصر بلا إيجار قديم في 2032
- [6] - صدى البلد: تفاصيل قانون الإيجار القديم بعد موافقة الرئيس
أسئلة متعلقة بالموضوع